جاء إلى رسول الله صل الله عليه وسلم رجل فقير من أهل القرية بقدح مملوءة عنبا يهديه له.
فأخذ رسول الله القدح ، وبدأ يأكل العنب ، فأكل الأولى وتبسم ،ثم أكل الثانية وتبسم.
والرجل الفقير يكادُ يطير فرحاً بذلك ، والصحابة رضي الله عنهم ينظرون ،
وقد إعتادوا على أن يشركهم رسول الله في كل شيء يُهدى له.
ورسول الله يأكل عنبة عنبة ، ويتبسم.
حتى أنهى العنب كله بأبي هو وأمي والصحابة متعجبون!
ففرح الفقير فرحاً شديداً ، وذهب.
فسأله أحد الصحابة ، يا رسول الله لما لم تُشركنا معك ؟!
فتبسم رسول الله صل الله عليه وسلم وقال : قد رأيتم فرحته بهذا القدح الذي أهداهُ لي ،
وإني عندما تذوقته وجدته حامض فخشيتُ إن أشركتكم معي أن يُظهر أحدكم شيء يفسد على ذاك الرجل فرحته.
( وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيم ).
لَيْسَ كل ما في خَوَاطِرُنَا يُقَالُ ،
وَليْسَ كُلُّ ما يُقال مَقْصُود.
وَليسَ كُلُّ ما يُكتب وَاقَعٌ نَعِيشُه.
إبتسامةٌ صادقةٌ ، وقلبٌ نظيفٌ وتعاملٌ حَسنٌ ، وَنفْسٌ مَرحةٌ ، وَ كلمةٌ طيبة.
هَكَذَا تَعيشَ جَمال الحَيَاة ، فَكُنْ جَمِيلَ الخُلُقِ تَهواكَ القُلوب.
ما أجمَلَكَ يا حبيبي يا رسول الله!