Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

جدتي احكي لي قصة

جدتي احكي لي قصة

طلبت الطفلة من جدتها النائمة على السرير المجاور لها وهي تتلمس يدها الرقيقة ذات العروق البارزة فأجابتها الجدة بصوت واهن قائلة :

لقد تأخر الوقت يا حبيبتي فلنأجلها إلى الغد.

لم تلحظ الفتاة نبرة جدتها المرتعشة من أثر البكاء ، كان همها الوحيد أن تعرف بقية قصة هاينة مع زوجة أبيها القاسية والأمير ،

لكنها لم تكن تدرك أن حياة جدتها أقسى من زوجة الأب وأن لحظات انتظارها أطول من أيام هاينة في البرج ،

وأن سبيل نجاتها ليس الزواج من أمير.

أرجوك يا جدتي.

كفكفت الجدة دموعها وهي تحاول التقاط أنفاسها ، أعادت صورة ابنها الغائب إلى مكانها تحت الوسادة وقالت بثبات مصطنع ،

سأحكي لك قصة أخرى غير قصة هاينة يا وردتي.

كان يا مكان في قديم الزمان قرية صغيرة قرب البحر يعيش فيها أناس بسطاء زادهم في الدنيا قليل لكن زهدهم فيها أكبر ،

لا يعرف الأسى سبيلا إلى قلوبهم فرحين بما أعطاهم الله من نعم ،

إلى أن جاءهم في يوم من الأيام رجل طاعن في السن وقف في ساحة القرية أمام البحر ،

فاجتمع عليه الناس جميعا وبات يحدثهم عن ما وراء البحر ،

وأنهم إذا استطاعوا عبوره سيجدون كنوزا تغنيهم عن سنوات من العمل الشاق.

انفض الناس من حوله ونعتوه بالمجنون لكنه لم ييأس واستمر في غرس أفكاره المجنونة بحرص في عقول الصبيان والشباب ،

فانصاعوا له وتبعوه في رأيه وأعدوا العدة ليعبروا البحر ويكتشفوا ما وراءه غير آبهين بالخطر الذي يخبئه.

إقرأ أيضا: قصة جدو يحصل على عمل

سكتت الجدة وهي تعض على شفتها السفلى وتحاول طرد صورة ابنها الذي ضمها إليه قبل سنوات ،

وسلمها طفلته ثم انصرف غير آبه بصراخها ونشيجها نحو المجهول.

ماذا حصل بعد ذلك يا جدتي.

صنع الشباب زوارق صغيرة وعزموا على مواجهة الأخطار في سبيل الوصول إلى الكنز.

توسلت إليهم أمهاتهم لكن الطمع أعمى عيونهم وأبحروا جميعا في صباح مشؤوم ،

ومنذ ذلك الحين لم تسمع عنهم أمهاتهم أي خبر وظللن يجلسن عند شاطئ البحر كل ليلة لعله يعيد إليهن فلذات أكبادهن.

نامت الطفلة قبل أن تسمع نهاية القصة كعادتها ، أحكمت الجدة غطاءها وقبلتها في جبينها وقالت بأمل ،

سيعود ، إن شاء الله سيعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?