جدد حياتك
جدد حياتك
حزنت يوما ﻷني لست غنيا ، فرأيت متسولا يمد يده من أجل بعض المال ،
فقلت ؛ الحمد لله.
حَزنت يوما ﻷني لا أملك منزلاً كبيرا ، فرأيت فقيراً ينام بالشارع وعلى الأرض ،
فقلت ؛ الحمد لله.
حزنت يوما ﻷني لا أملك سيارة فخمة ، فرأيت شاباً مقعدا يمشي على كرسي متحرك ،
فقلت ؛ الحمد لله.
حَزنت يوما ﻷني لست وسيما وجذابا ، فرأيت رجلاً أبكما ، وآخر أصما ،
فقلت ؛ الحمد لله.
حزنت يوما ﻷني لا أملك شيئا ، فرأيت أناساً لا يملكون شيئا ، لكنهم سعداء ، أغنياء بفقرهم ، جميلون بتواضعهم ،
راضون بحياتهم ، حامدين ربهم ، والإبتسامة العريضة لا تفارق وجوههم.
فأدركت جيداً أن السعادة ليست مالا ، أو منزلا ، أو سيارة فخمة ، أو جمالا ، وإنما هي الرضا بحكم الله وقدره.
السعادة هي أن تشكر الله في السراء والضراء ، سواءاً كنت فقيرا أو غنيا ، مريضا أو معاقا ،
جميلا أو قبيحا ، فإياك وأن تفلت من لسانك هذه الكلمة الجميلة ( الحمد لله )
الحمد لله دائماً وأبدا.
جلست مع المتزوج فحدثني بشوق عن حياة العزاب.
وجلست مع الأعزب فحدثني بحسد عن حياة المتزوجين.
وجلست مع الغني فأخبرني عن شوقه لحياة البسطاء.
وجَلست مع الفقراء فلعنوا فقرهم واشتاقوا للغنى.
وجلست مع المثقف فاشتكى من العلم في زمن الجهالة.
وجلست مع الجاهل فبكى على علم لم ينله.
جلست مع الكبير في السن فهام في حديثه عن الطفولة.
وجلست مع الطفل فقال متى أصبح كبيرا ًمثلكم.
وحين جلست مع نفسي وحدثتها عن كل هؤلاء ،
قالت لي كلهم في خير ونعمة ، ولكن ينقصهم الرضا ، بما قسمه الله تعالى لهم.
تلك هي حياتنا ينقصها ، الرضا.