قصص منوعة

جريمة نملة!

جريمة نملة!

جلس ابن القيم تحت ظل شجرة ، فرأى أمرا عجبا؟

رأى نملة تسير بجوار مكان جلوسه ، حتى دنت من جناح جرادة ، فأرادت حمله معها مراراً فلم تستطع لثقله عليها ،

فاتجهت إلى معسكرها ( قرية النمل تحت الشجرة ).

فما لبثت حتى جاء فوج كبير وجم غفير من النمل معها لمكان الجناح ،

( يبدو والله أعلم أنها استنفرتهم لمساعدتها )

فلما دنا الفوج من المكان ، رفع ابن القيم جناح الجرادة ، فبحثوا فلم يجدوا شيئا ، فعادوا إلى مكانهم وقريتهم بعد أن أضناهم التعب.

وبقيت نملة واحدة ، ظلت تبحث بهمة عالية ،
( يبدو أنها النملة الأولى التي أبصرت الجناح أولا ).

فأرجع ابن القيم الجناح ، فلما رأته طربت له ، وحاولت سحبه فلم تستطع ،

فاتجهت مسرعة إلى رفيقاتها ، ولكنها أبطأت في الخروج من القرية.

( الظاهر أنها حاولت إقناعهم بصدق حديثها ، حيث قلت مصداقيتها لما جرى في المرة الأولى )

ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى ، حتى دنوا من مكان الجناح ، فرفعه ابن القيم قبل وصولهم ، فلم يجدوا شيئا.

فلما أضناهم البحث ، رجعوا إلى قريتهم خائبين ، وبقيت نملة واحدة تبحث كالمصروعة.

( لعلها نفس النملة بطلة الحدث )

وحينها أرجع الشيخ الجناح إلى مكانه ، فلما رأته طربت له ثانية ، وانطلقت مسرعة إلى القرية ،

وأطالت جدا أكثر من الثانية ، ثم لم يخرج معها إلا سبعة فقط ، فلما دنوا من مكان الجناح رفعه ابن القيم قبل وصولهم إليه ،

فلم يجدوا شيئاً، فاشتاطوا غضبا ، على ما يبدو ، حتى أنهم أحاطوا بها كالمعصم ، وجعلوها في وسطهم.

ثم ماذا؟

إقرأ أيضا: قصة أمسكني من ثيابي وحملني وألقاني خارج السيارة

لقد انقضوا عليها فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة ، فبقروا بطنها وفصلوا رأسها عن جسدها وكسروا أطرافها

( ولا حول ولا قوة إلا بالله )

1 3 4 10 1 3 4 10

وبعد أن أنهوا فعلتهم ألقى إليهم ابن القيم بالجناح ،

فلما أبصروه ندموا كثيرا وأحاطوا برفيقتهم المسكينة وقد انتابهم حزن كبير ولكن بعد فوات الوقت.

قال ابن القيم : فهالني ما رأيت ، وأحزنني ذلك كثيرا.

فانطلقت إلى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأخبرته الخبر فقال
أما أنت فغفر الله لك ،

ولا تعد لمثلها وأما ما حدثتني به فسبحان من علم النمل قبح الكذب وعقوبة الكذاب.

سبحان الله انظروا حتى الحشرات تستقبح الكذب وتترفع عنه وتنكر على الكذاب فعله ،

لأها على الفطرة وفطرتها تهديها الى التحلي بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ،

والتخلي عن الأخلاق الرذيلة والصفات القبيحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?