![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/10/pexels-min-an-1134190-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
جزاء الإحسان
جزاء الإحسان تدور أحداث القصة عن عمل الخير ، وما يتبعه من مقابل عظيم جزاءً لذلك العمل ،
فتتحدث القصة عن شاب خلوق ، قام بشراء طائرين وقرر إطلاق سراحهما ، ليستمتعوا بحرية الحركة في بيئتهما الإجتماعية.
ولأن الطائرين مخلصين وممتنين إلى ما فعله هذا الشاب من خير معهما ، قررا أن يدللاه على مكان فيه خير كثير له.
كان أحد الشبان يخدم رجلاً من الناس ، ثم فكر الشاب في ترك عمله ، فأعطاه الرجل أجرته وهي جنيهان ،
فأراد الشاب أن يتصدق بأحدهما ويبقي الآخر معه.
وفي اليوم التالي قام الشاب بالذهاب إلى السوق ، ووجد مع أحد الصيادين طائرين من نوع الهدهد ، فساومه فيهما ،
فرفض الصياد أن يبيعهما إلا بجنيهين! فحاول الشاب أن يسمح له الصياد ببيعهما له بجنيه واحد ، فامتنع الصياد ،
ثم قال الشاب لنفسه : يمكنني أن أشتري أحد الطائرين بجنيه ، وأترك الآخر ،
ثم فكّر وقال : لعلهما يكونان زوجين ، ذكراً وأنثى ، فأفرق بينهما ، فأدركه لهما رحمة ،
فتوكل على الله واشتراهما بجنيهين ، وأشفق أن يرسلهما في أرض مزدحمة بكثير من الناس ،
وأن يصابا ولا يستطيعا أن يطيرا ، مما لقياه من الجوع والهزال والضعف.
ففكر قليلًا ثم أخذهما معه ، وذهب بهما إلى مكان كثير المرعى والأشجار ، بعيد عن الناس والعمران ،
فأرسلهما وأطلق سراحهما ، فطارا ووقعا على شجرة مثمرة ، فلما صارا في أعلاها ، شكرا له ما قام به نحوهما ،
وسمع أحدهما يقول للآخر : لقد خلصنا هذا الشاب الرحيم الشفيق من الورطة التي كنا فيها ،
وأنقذنا ونجانا من الهلاك والموت ، ويجب علينا أن نكافئه بفعله الجميل هذا ، ونصنع له نحن أيضاً معروفا.
وإن في جذر هذه الشجرة قدر ممتلئة جنيهات ذهبية ، ويجب أن ندله عليها حتى يأخذها ،
فقال الشاب لزوج الهدهد : كيف تدلان إياي على كنز مدفون تحت الشجرة؟!
لم تره العيون وأنتما لم تريا شبكة الصياد الذي اصطادكما ؟
إقرأ أيضا: المنصور والرجل الملهوف
فقالا : إن القضاء إذا نزل ، صرف العيون عن موضع الشيء ، وعند القدر يعمى البصر ، وقد غطا القدر أعيننا عن الشبكة فلم نرها ،
ولم يغطها عن هذا الكنز فعرفناه ورأيناه.
سمع الشاب كلامهما ، ثم أخذ الشاب يحفر تحت الشجرة ، حتى وجد إناءً من الخزف ، أخذه وفتحه فرآه ممتلئا ،
فشكر الطائرين شكراً جزيلاً ، ودعا لهما بالخير والعافية ، وودعهما مؤمناً بالله إيماناً كاملاً ، راضياً بقضاء الله وحكمته ، متأكداً من عدله.