الحب في الحياة

جمال الروح

جمال الروح

صحى كعادته كل صباح متوجها لمدرسته الثانوية، إنه لأمر كريه إلى قلبه ، فهو يفضل الجلوس بمفرده داخل غرفته دائما ،

يفضل أيام الصيف التي لا يذهب فيها للمدرسة ، يشعر بأنه منبوذ دائما من رفاقه ،

بسبب أنفه وأذناه الكبيرتين ، اللذان جعلاه محط سخرية من الجميع.

لا يمتلك أصدقاء ، ولا أحد يرغب في الجلوس بجواره في الفصل ، بينما يتهمه أغلب مدرسيه بالغباء.

دائما ما يتشاجر مع زملاءه في الصف بسبب سخريتهم منه.

صارت حياته جحيما ، فكر كثيرا في الإنتحار ، لكنه يتراجع في اللحظة الأخيرة ، لقد أصبحت الحياة لا تطاق.

عندما شعر بإنجذاب نحو إحدى زميلاته ، لم يجرؤ على الإعتراف لها بحبه ، لأنه وبلا شك يعرف ردها مسبقا وسوف يصبح أضحوكة الصف لأشهر قادمة.

فضل الإحتفاظ بحبه داخل قلبه ولا يبوح به ، دوما ما كان يشرد بخياله عندما يجلس بمفرده داخل غرفتة يستمع إلى الأغاني الرومانسية ،

متخيلا تلك الفتاة التي يحبها تبادله نفس الشعور ،

ولكنه سريعا ما يفيق من أحلامه عندما يتذكر ملامحه التي من المستحيل أن تنجذب لها فتاة.

ذات يوم من أيام الدراسة الكريهة ، بينما يجلس في الصف سمع صرخات عالية ، خرج الجميع مسرعين ليروا ما هناك ،

كانت نيران هائلة تخرج من معمل الكيمياء ، الجميع يفروا مسرعين خوفا من النار.

إقرأ أيضا: يعتبر تقدير الذات من أهم الأسرار الكونية وأكثرها نفعا للإنسان

وسط الصراخ سمع إحدى الفتيات تذكر أن (مريم ) بالداخل والنيران تحاصرها ولا تستطيع الخروج ،

وقف لبضع ثواني محاولا إستيعاب ما سمعه ، حبيبته في خطر وعلى وشك الموت ،

وبينما الجميع يهربون بعيدا إندفع هو ناحية المعمل محاولا إنقاذها أو الموت معها ،

النيران كالجحيم تحيط بها من كل جانب ، تقف وحيدة تستغيث ، لم يتردد لحظة ، إندفع للداخل.

بعد أقل من دقيقة خرج حاملا إياها بين ذراعيه ، في حالة إعياء شديد ، نظر الجميع إليه مذهولين ،

لم يصدق زملاءه ولا مدرسيه ما فعله ، كيف يمتلك ذو الأنف الكبير تلك الشجاعة ؟

لم يشغل باله بشيء سوى أن تكون حبيبته بخير ،

1 3 4 10 1 3 4 10

بالرغم من أنه لم يقوى على مصارحتها بما يجيش به قلبه ،

واكتفى بتلك النظرة التي رأها في عينيها ، وهي تنظر إليه بإعجاب ، والتي لم يجرؤ أن يحلم بها في خيالاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?