قصص منوعة

حب بالوراثة

حب بالوراثة

منذ صغري وانا أجلس بجانب أبي في دكانه لتصليح الأحذية ، هذه هي مهنته ، تعلمها منذ صغره عن أبيه الذي تعلمها عن جدي.

أنا أعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذه المهنة ، نجحت أنا وإخوتي في الدراسة ونلنا شهادات جامعية ،

بعضنا وجد منصب عمل في الإدارة ، وبعضنا لا.

منذ أربع سنوات وانا أحاول إيجاد منصب عمل ، لا فائدة.

قال لي أبي يوما : لماذا لا تساعدني في المحل أنت متمكن جدا فيه ، أحسن من كل إخوتك!

سأرى يا أبي سأرى!

حدثتني نفسي ، كيف لي أن أعمل في تصليح الأحذية وأنا الذي أملك شهادة جامعية؟

وماذا سيقول عني أصحابي وبعض معارفي ،
أصبحت مصلح أحذية فقط ، لا أستطيع!

فهم أبي تخميني : يا ولدي حتى المهن تورث
شئت أم أبيت ،

هكذا هي الأرزاق تشبه العائلات يا ولدي ، لا تخجل من مهنتك ، بل إسأل نفسك هل مهنتك هي التي ستخجل منك أم لا؟!

أصيب الوالد بمرض شديد لم يفتح الدكان مدة شهر ،

قالت لي الوالدة صباحا : ثلاثون سنة وأنا مع أبوك نأكل الحلال وفي سعادة تامة لم أرى منه إلا كل خير.

دكان أبيك كله بركة ، ستلحقك تلك البركة لو أرضيتني!

صباحا اتجهت للسوق وفتحت المحل ، وبدأت في إكمال أعمال أبي.

أول زبون ومن حسن حظي كان معلمي جميل ، أنت هنا هذا يسعدني.

ولما رأى نوعا من الخجل والاستحياء فهمني ، أنا أيضا لم أرغب في مهنة معلم ، نحن عائلة أبا عن جد معلمين.

صدقني يا ولدي أنا فخور الأن أنني اتبعت مهنة أجدادي ،

لحقتني بركة في كل مسار حياتي ، استمر يا ولدي وسترى.

إقرأ أيضا: عش السنونو

وكانت الإنطلاقة! أعمل يوما كاملا لا كلل ولا ملل.

1 3 4 10 1 3 4 10

أصبح الكل يمدحني ويفضلني على الكثيرين.

بعد مدة لا بأس بها ، جائتني سيدة عجوز بمجموعة من الأحذية القديمة جدا ، قائلة افعل بها ما شئت ، لم تعد لنا حاجة بها!

وللمفاجئة أحد الأحذية كان صنع نادر جدا ولم تصنع منه إلا أعداد قليلة وقد لبسه أغلب المشاهير آنذاك!

أشار علي الوالد أن أبيعه في مواقع التواصل وفعلا أحد المهووسين بجمع التحف النادرة
أعطاني فيه ثروة.

أنا الأن أملك محل لبيع الأحذية ، وبحاذاته محل لإصلاح الأحذية ، وأنا أشغل معي إثنين من إخوتي.

البركة تأتي من الرضا ، والرضا ينجلي من بساطة التفكير والنية الطيبة ،

ويفنى مال الأجداد والوالدين ، وتبقى حرفة اليدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?