قصص منوعة

حسن الخاتمة

حسن الخاتمة

بدأت أزمة مرض الفنان حسين الشربيني في عام 2002 ، عندما اختل توازنه فسقط على البلاط وهو يتوضأ للصلاة في مسجد ،

وقد كنت قديما أتعجب عندما أراه على الشاشة وأقول في نفسي كيف يمثل وعلامة الصلاة تملأ جبينه.

وقع الرجل وأدى إلى كسر في مفصل القدم اليسرى.

واستمر في رحلة العلاج التي طالت عدة سنوات ، جلس بسببها في بيته مع أسرته الصغيرة ،

متفرغاً للقراءة ، والصلاة فقط ، بعدما ابتعد عنه الفن ، وابتعد هو عن الفن مجبرا بسبب المرض.

حتى أن حسين الإمام إستضافه مرة في رمضان فسأله عن من زاره من أصدقاء الوسط ،

فقال محدش زارني كلها صحبة نفاق ومصالح ومحدش بيسأل على حد ثم إعتزل بعدها
في يوم الجمعة الثاني من رمضان عام 2007.

جلس الفنان حسين الشربيني على مائدة الإفطار وبجواره زوجته وأمامه إبنتاه (نهى وسهى).

تناول بضع تمرات ، ثم أمسك بكوب الماء وارتشف ثلاث مرات.

ثم إستند إلى مقعد خلفه ، فحاولت الزوجة أن تساعده ، والإبنة تسنده ، لكنه رفض ذلك ، وقاوم بهدوء ،

ثم تمتم بكلمات مسموعة بصعوبة ، وأراح رأسه للخلف قليلا ، وبعد ثوانٍ سقطت رقبته إلى الخلف ، ومات.

في تمام الساعة الرابعة من عصر اليوم التالي لوفاته ، وبعدما فرغ المصلين في مسجد رابعة العدوية من صلاة العصر ،

تجمع المشيعون ، يتقدمهم إمام المسجد ، الذي وقف ينظم الصفوف ،

ويكرر عليهم طريقة صلاة الجنازة على من حضر من أموات المسلمين.

بعد دقائق تقدم جثمان حسين الشربيني مسجى داخل النعش.

إقرأ أيضا: في ليلة من الليالي نادي الملك أحد وزراءه

وقبل أن يبدأ الإمام التكبيرة الأولى للصلاة ، إلتفت للمصلين وقال لهم : (أيها الأحبة من أمة محمد دعوني أقول لكم قبل الصلاة ،

أن أخوكم هذا الذي حضر قبل قليل ، محمولاً على الأعناق ، داخل هذا النعش ، كان هنا ، في هذا المكان ، عصر يوم أمس ،

تحمله أقدامه، ويجلس يقرأ القرآن الكريم من بعد صلاة العصر وحتى قبل أذان المغرب بقليل ، ودموعه تتساقط بشدة.
وجسده يرتجف بعنف.

واليوم بعد مرور 24 ساعة – عاد لنفس المكان ، لا ليقرأ القرأن ، ولا لتتساقط دموعه ، ولا ليرتجف جسده.

1 3 4 10 1 3 4 10

لكنه جاء لنقرأ نحن القرآن الكريم ، ونصلي صلاة الجنازة عليه ، ونودعه إلى مثواه الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?