حصلت إبنتي على معدل عال لكنها لم تحصل على المعدل الكامل ، شكرتها وأثنيت عليها وقررنا أن نحتفل بها مساء اليوم ،
لكن مع عودة والدها ومعرفته بمعدلها بدأ في الصراخ قائلا لابنتي :
عودي لغرفتك واجتهدي مع العام المقبل وعند حصولك على المعدل الكامل وقتها فقط نحتفل.
بكت إبنتي ونظرت لي في حزن ملحوظ وعادت لغرفتها فتوجه نحوي صارخًا :
شديدة التقصير أنتِ في كل شيء.
إبتلعت ريقي بصعوبة ولم أكن لأتوقع كلماته تلك ، أردف :
لو تهتمين بها لما خسرت درجات!
وراح يلومني على كل شيء كان وكل شيء لم يكن بعد ! ،
رغم أنها يوم حصلت على معدلها الكامل في العام السابق لم يشكرني ولم يُثني على مجهودي ،
كما لم يقدم لها أي تهنئة واعتبرها مثلها مثل زميلاتها اللاتي يحصلن على المعدل نفسه !
بكيت يومها وبكت إبنتي تلاشت فرحتي كما تلاشت فرحتها فكلمة بسيطة كانت كفيلة أن يُصبح اليوم سعيدًا ،
كما كانت كلماته شديدة القسوة سببًا في تعاسة يومنا.
بينما قالت أخرى :
حصلت إبنتي على معدل متوسط لكنه يعلو معدلها العام السابق فقررنا الإحتفال بها بهدية بسيطة كما فعلنا معها من قبل ،
حين حضر والدها كاد يتراقص فرحة بها مُهنئًا إياها على جدارتها بثقته ومحاولتها التميز ، ثم تقدم نحوي قائلا :
شكرًا لمجهودك معها ، شكرًا لوقتك الذي تمنحيه دائما في سبيل تميزنا وتقدمنا وسعادتنا.
ثم قبّل يدي والسعادة على وجه إبنتي قد تضاعفت لما تراه دائمًا بيننا من حب وترابط وشكر وثناء.
الشكر والثناء على المواقف البسيطة ينشر الحب والبهجة في النفوس والأماكن ويشد من عزم وحماس الإنسان ،
أما التوبيخ والنكران وقلة التقدير فلا نتيجة منه سوى الحزن والتراجع والبكاء.