حصلت على الدكتوراة من مصر ولكني سافرت إلى ألمانيا وأكملت دراستي وصرت متخصصا في الأورام ، وكنت في إجازة أزور أهلي لمدة أسبوع.
وبعد المغرب حدثت بينما أجهز أغراضي للسفر حدث ما حدث من الأمطار الغزيرة ،
وتم إبلاغي أن أعود إلى ألمانيا في موعدي ، لأنهم يحتاجونني ، ولم أجد أي مواصلة للقاهرة ،
قال أخي أنه سيوصلني بسيارته للقاهرة.
فركبنا وكلما مشينا من طريق يكون المشي فيه مسدودا وفجأة تذكر طريقا من وسط الأراضي يصلح للسيارة وليس فيه أي موانع ،
فمشينا فيه وبينما نسير إذ توقفت السيارة أمام كوخ في الأراضي ،
نزل أخي ليرى العطل بينما أنا في السيارة وإذ بي أسمع تضرع سيدة في الكوخ تدعو الله.
نزلت فإذا بها تكثر الدعاء لابنها وتبكي.
خبطت على الكوخ ففتحت فأخبرتها بما سمعت ، وسألتها ماذا عساي أن أفعل ،
قالت السيدة أن حفيدها أُغشي عليه من عدة ساعات ولا تعرف أين تذهب ،
وأخذت تدعو الله أن ينجيه وأن يساعدها.
تقدمت وتفحصت الولد وكنت متعودا أن أحمل معي دائما بعض العلاجات وأعطيته حقنة ،
وبدأ يستفيق وصادف أن معي كل العلاج اللازم له.
فأعطيته للسيدة وقلت لها سبحان الله الطفل كان أمامه بعض الوقت ويفارق الحياة ،
ودعاؤك يا أمي أنزل المطر وأغلق الطرق لنسير من هذا الطريق ، بل وجعل سيارتنا تتعطل أمام كوخك.
أخذت السيدة تدعو لي ونزلت ساجدة على الأرض تحمد الله ،
فقبلت رأسها وفجأة نادى علي أخي أن السيارة اشتغلت.
إقرأ أيضا: طفل فقير كان جائعا
فابتسمت وقلت وها هي مأموريتنا انتهت ولكن بقي شيء ،
أخرجت من جيبي مبلغا من المال وأعطيته لها.
فخرت ساجدة مرة أخرى وقالت : سبحان الله لقد اتفقت على شقة لنسكن فيها أنا وحفيدي ،
ولكن المالك طلب شهورا مقدما ولم أكن أملك وأمهلني للصباح.
نزلت ساجدا أنا الآخر حمدا لله على أن جعلني سببا لهذا الخير كله ،
وخرجت وأنا متعجب من تدابير الله التي يعجز العقل البشري أمام عظمتها.
