حكاية الأمير الجزء الأخير
وحينها مرض العفريت مرضا شديدا وكان النسر قد أعطى للأمير ريشتان من ريشه وقال للأمير عندما تحتاجني إرمي هاته الريشتان في النار إحرقهما وسوف أكون عندك.
فأشعل الأمير النار ورمى فيها الريشتان فأتى النسر محلقا فوق رأسه ثم حط أمامه وقد حمله عائدا به من حيث جاء.
وعاد الأمير لزوجته التي يعذبها العفريت ،
وعندما وصل الأمير سمع العفريت يقول سوف أموت ، سوف أموت ،
إني أحس أن روحي قريبة إنها تقترب.
فرحت زوجة الأمير وعرفت أن زوجها سينقذها وعندما خرجت رأت زوجها الأمير يبتسم من بعيد ،
ويقول لها ألم أقل لكِ أني لن أتركك وها أنا عدت من أجلك ومن أجل إخوتي.
قال الأمير للعفريت أنظر هاهي روحك وهي بيدي ، حينها بدأ العفريت بالتوسل للأمير وهو يرجوه ألا يقتله.
قال الأمير حسنا ستفعل كل ما آمرك به.
فقال العفريت أجل سأفعل كل ما تريد فقط لا تقتلني أرجوك.
عندها أمره الأمير بأن يرجع كل الناس والمخلوقات التي حولها العفريت إلى تماثيل بأن يرجعها كما كانت.
فنسف العفريت على التماثيل فرجع كل شيء كما كان ومنهم إخوته ونساءهم وأحصنتهم ، كل شيء عاد كما كان.
فرح الأمير لرؤية إخوته بخير حينها أمسك بيد زوجته وقال لها تعالي خلفي ، فوقفت خلفه ،
كسر الأمير البيضة وأمسك الشعرة التي هي روح العفريت.
صار العفريت يصرخ بقوة لا ، أرجوك أتركها.
قطع الأمير الشعرة إلى نصفين فمات العفريت وتحول إلى رماد أسود وطار في الهواء ،
وهكذا تخلص الأمير وكل الناس من شر العفريت.
إقرأ أيضا: ياله من خاتم جميل لماذا أبي يخبئه هنا
ذهب الأمير وزوجته لإخوته فبكى إخوته حين رأوه وقالوا له نحن آسفون لما فعلناه معك.
فضحك الأمير ووجهه يملأه التعب والإرهاق وقال لهم لا عليكم أنتم إخوتي ولن أكرهكم ،
وقد سامحتكم ومهما حدث سنضل إخوة.
فرحت زوجة الأمير لرؤية شقيقاتها والجميع بخير ، وهكذا إنتهت رحلة أبناء الملك التي دامت شهور ،
وقد كانت رحلة طويلة وشاقة كثيرا على أصغر الأمراء.
رجع الأمير وإخوته عائدين للقصر مع نسائهم وحين وصلوا رحب بهم أبوهم الملك وفرحت أمهم لعودتهم ،
وأقام الملك حفلا كبيرا لعودة أبناءه سالمين وقد تعرف على نساءهم.
ورحب بهم في القصر وحين إجتمع الملك بأبناءه قال لهم هل تعلمتم ما يفيدكم في هذه الرحلة.
قالوا له الكثير الكثير أيها الملك ، فأبى الأمير أن لا يخبر أباه الملك عن ما فعله إخوته معه ،
كي لا يغضب منهم الملك ويعاقبهم على شرهم ، فقد أراد الأمير أن يكون الكل سعداء ومتحدين معا.
إن الإيمان بالله يجعلك تتغلب على كل شيء مهما كانت الصعوبات ، قوة الإرادة والثقة بالنفس تصنع المعجزات.
لا نتخلى عن بعضنا بسبب الغيرة والحسد لأنها من صفات إبليس حين حسد وغار من سيدنا آدم عليه السلام ،
وأن الشر مهما يكن قويا في النهاية سيزول وينتهي لأن الخير يتغلب عليه مهما طال الزمن.