Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

حكاية الملك وتمثال الذهب

حكاية الملك وتمثال الذهب

كان يا ما كان في سالف العصر والأزمان سلطان جبار فارس مغوار لا يشق له غبار ، لكنه كان بخيلا لا يصرف درهما ولا دينار ،

حتى ولو جاعت كل الديار.

كان يقول الذهب قوام الأعمال واصطناع الأعوان والأجناد ، وكانت خزائنه ممتلئة بالذّخائر ،

لكن دائما للسّائل ناهر وعلى رعيته جائر ، لا يرحم قلبا حائر يفضل أن تأكل أمواله السّوس عوضا أن يعطيها للفقراء من النفوس.

أحد الليالي أصابه الأرق من كثرة حساب المال في الورق.

عند الفجر هبط للحديقة وجلس يفكّر في حيلة ، فجأة فتح في وجهه باب العرش ونادى عليه مناد من وراء بنات نعش ،

قال له أطلب من الله ما تحب.

بهت السّلطان من العجب وقال كل ما أضع عليه يدي يصبح ذهب.

لم تبدأ بعد الحكاية عندما طلع الصّباح شاهد تفّاحة رائحتها فوّاحة وضع يده عليها ليقطفها أصبحت قاسية ،

نظر إليها وجدها قطعة ذهب صافية.

لم يصدق ما رأى لمس الشّجرة أصبحت ذهبا ، كذلك الحجر والفراشات والثّرى وما هناك من الحصى.

خرج من الحديقة شاهده الغلام وكان على سيفه نقش حمام ،

أعجب به السّلطان لمس النصل أصبح ذهبا كأنه أصل.

تراجع السّلطان لمست يده الغلام أصبح مع سيفه تمثال فيه من الذّهب أرطال.

أحس بالفخر لا يوجد بين السّلاطين من هو في عظمتي لا في ثروتي ولا في مقامي ،

كلّ ممالك الأرض ستكون من نصيبي وسأقود البشر مثل أنعامي صفّق للخدم بإحتقار وقال :

ليكن ما تشتهيه العين ولترقص الجواري الملاح حين أقوم في الصباح.

إقرأ أيضا: غسال الأموات

في الحين المائدة نصبت والخيرات الوفيرة عليها وضعت ، جاءته إبنته تجري بين أحضانه إرتمت ،

لكن عندما لمس خديها الصّبية جمدت بالذّهب برقت كلماتها في حلقها ، إنحبست ذراعيها مفتوحة ،

وخصلات شعرها منثورة وقتها خاف وتسمّر في الأرض وبدأ يصيح ،

أطلبوا الأطباء فتّشوا عن العرّافين أرسلوا المنادي في الأسواق قدموا لله النّذور والقرابين.

لم يقدر أحد أن يفعل شيئا للصبيّة ، جنّ جنونه وانتهى طربه ومجونه ،

جفّ للمصاب ريقه أخذ قلّة أصبحت في يده ذهبا في سلة والماء الرّقراق لم يعد فيه الشّفاء.

وضع يده على لبن إصفر لونه كالذّهب ، إذا سخن لمس رغيف أصبح ذهبيّا كأوراق الخريف.

إستبدّت به الحيرة وناح على السّفرة عرف أنّه سيموت ، واشتهى من الدّنيا شربة قبل أن يغادرها دون رجعة ،

وبدأ يبكي ويضرب وجهه حتّى أفاق من الحلم ، شهق وحمد الله أثنى على المصطفى.

زالت الغصّة ، نذر أن يفرّق كل ما يملكه من ذهب الذي عانى في جمعه كل نصب وقال :

والله طعم رغيف يابس خير من جائع بائس في الذهب غاطس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?