حكاية راما وسيتا الجزء الأخير
حكاية راما وسيتا الجزء الأخير
حاول راما الجري وراء الغزال وكلما اقترب منه طار كما الدخان وتجسد في مكان آخر وبعد وقت بدأ راما يفطن إلى الخدعة ،
ووجد أنه قد ابتعد كثيرا عن الكوخ ، فعاد ولم يجد سيتا فجلس بإنتظارها وجاء لاكشمن بعده فأخبره أنه ترك سيتا ،
وذهب ليبحث عنه ويساعده ، فدخلا الكوخ سويا ووجدا قلادة سيتا التي صنعها لها راما من أحجار الغابة ملقاة على الأرض ،
فعرف أنها تعرضت للخطر.
ذهب يسأل عنها حيوانات الغابة والطيور فلم يجبه أحد إلا الصقر سامباتي الذي شاهدها تتحدث مع ناسك عجوز ، وتدخله الكوخ ،
ثم خرج وهو يمسكها ، ووضعها في عربة ذهبية طارت في السماء.
ففكر راما وتذكر الجنية سورباناخا أخت رافانا ، وعرف أنّ النّاسك هو بالتأكيد رافانا ، وقد اختطف سيتا.
طلب راما من سامباتي أن يطير فيبحث عن سيتا في البلاد المجاورة.
بينما يعد راما العدّة لينقذ سيتا على أن يقابلهم الصّقر سامباتي عند شاطئ البحر.
في تلك الأثناء وفي مملكة كوسلا كان الملك يوداشترا في مرض موته ، فلمّا مات كمدا وحزنا على فراق راما ،
رفض بهارت أخو راما أن يتسلم الحكم ، وذهب إلى راما في الغابة حتى يعيده.
رفض راما العودة وأصر على استكمال مدة نفيه والرّحيل للبحث عن سيتا ، وطلب من بهارات العودة ،
فاختار بهارات العودة وأن يحكم كوسلا كنائب لراما.
تشاور راما ولاكشمن كثيرا ولم يكن أمامهم حلول إلا المسير فلا أسلحة معهم إلا سيوفهم ،
ولا حلفاء لهم من الممالك المجاورة ومن سيجرؤ على حلفهم ضد رافانا الشرير الذي يخافه الجميع.
إقرأ أيضا: السلطان آكل صغاره الجزء الأول
لا حلّ إلا المسير وانتظار الحلف من أشباح الغابة والجنّ الذين أحبّوا سيتا ،
وبالفعل كانوا هم من ساندوا راما ولاكشمن ، وبدأت رحلة راما ، فقطع الغابات ، ورفضت الممالك مساعدته حتى وصل إلى جبل عظيم ،
فخرجت له قرود عملاقة تسأله عن وجهته ، فقال له كبيرهم : أنا هانومان وزير الملك المخلوع سوجريفا ، ماذا تريد؟
فأخبره راما أنه يبحث عن زوجته التي اختطفها رافانا.
هنا تذكّر هانومان العربة الذّهبية الطائرة ، وقال : لراما رأينا عربة طائرة ، وبها أجمل إمرأة بالكون ،
ولكنها كانت حزينة تبكي ، وسقطت منها قطعة من الزينة ، وأخرجها له ، فعرف راما القطعة فورا فهي من قلادة سيتا.
فطلب منه هانومان أولا في المقابل أن يساعدا الملك سوجريفا في استرداد ملكه من أخيه.
فساعده راما وحارب معه ولما عاد إليه الحكم بعث سوجريفا بجيش كبير من القرود على رأسهم وزيره القرد هانومان.
سار الجيش حتى بلغوا حافة النهر ، وعسكروا هناك في انتظار الصقر سامباتي ، الذى يعود فيخبرهم عن وجود رافانا في مملكة لانكا.
طلب هانومان من راما الإذن بعبور البحر للبحث عنها فأذن له.
ولما لم يكن هانومان قردا عاديا بل كانت قدراته كثيرة وسحرية فإنه قد جرى نحو الشاطئ فقفز قفزة واحدة طويلة ،
استغرقت ما يستغرقه المسافرون بالبحر في عدة أيام.
فانطلق كشهاب قوي ورأى تحته السفن ذات الأشرعة الضخمة تحمل الناس والحوت الأسود المهيب ،
حتى وصل للشاطئ فهبط على الرمال ، وغير هيئته إلى قط صغير ثم جرى بخفة بين الناس فدخل البلد ،
فتش في طرقاتها وبيوتها وقصورها حتى وصل قصر رافانا الذهبي فدخله ليلا وفتش فيه حتى وجد إمرأة في غاية الجمال مقيدة إلى جذع شجرة وتبكي وهي تنظر للقمر.
إقرأ أيضا: أميرة الورد وأميرها الجزء الأول
فعرف أنها سيتا التي تبكي في انتظار راما ، عندها عاد هانومان لصورته الأصلية وأخبرها أنه رسول راما ،
وأخرج لها خاتم راما الذي أهدته إياه عند زواجهما وطلب أن يحملها على ظهره ليعيدها ولكنها رفضت.
فالزوجة الوفية لا تلمس أحدا غير زوجها وفجأة جائته يد قوية قبضت على عنقه لتقتله.
قاوم هانومان اليد التي كانت يد رافانا ولكن رافانا انتصر أخيرا وحبس هانومان مقيدا في قبو القصر.
مرة أخرى غير هانومان صورته وتحول إلى عصفور صغير فهرب من القبو وبدأ رحلته في مملكة لانكا ،
فاتخذ هيئة بشرية وأوقع بين الناس وعاث فيها فسادا حتى خربها في أيام ثم عاد لشاطئ النهر ،
فقفز قفزة أخرى سحرية حتى عاد لراما فأخبره بكل ما حدث.
وأمر جيش القرود أن يبنوا جسرا قويا فوق البحر ليعبر الجميع إلى مملكة لانكا.
بينما كان رافانا منشغلا بإصلاح ما فعله هانومان إذ وصل جيش راما إلى شاطئ لانكا فنزلوها وبدأت الحرب بين الجيشين بقيادة هانومان.
وذهب راما مع الصقر سامباتي إلى القصر الذهبي فبحثو عن رافانا وبدأت معركة راما معه وانتهت بأن قطع راما رأسه بضربة سيف واحدة وظن أنه مات ،
ولكن رافانا ظل واقفا وظهرت له رأس جديدة وعاد لقتال راما.
اضطر راما للمناورة مرة أخرى حتى قطع الرأس الجديدة ولكن رافانا ظل حيا لتسع مرات يقاتل راما وتنبت رأس جديدة لرافانا ،
حتى كانت الرأس التاسعة فأخذ راما سهما سحريا من جرابه ووضعه في القوس وأطلقه نحو قلب رافانا فمات الشرير من فوره.
بعد انتهاء المعركة ذهب راما إلى الصقر سمباتي فوجدوا سيتا وحرروها وعفى راما عن باقي جيش رافانا من الجن والعفاريت وغادروا القصر جميعا.
عاد راما وسيتا ولاكشمن ، ومعهم هانومان وسامباتي لحمايتهم في الطريق حتى وصلوا الغابة فودعوهم وعاد راما وسيتا إلى الكوخ ليجدوا أمامهم بهارات.
إقرأ أيضا: يحكي شيخ كبير في يوم من الأيام حضرت جنازة لشاب
وما جاء بهارات إلا ليخبرهم أن الأربعة عشر عاما مدة المنفي قد انتهت وقد آن الأوان ليعودوا جميعا إلى كوسلا.
غادر الجميع الغابة موطنهم ومسكنهم الماضي ، وعادوا إلى مملكة كوسلا مكللين بتاج النصر والفضائل ودخلوا البلدة ليلا وكانت ليلة مظلمة جدا.
على أطراف البلدة ، رأتهم عجوز طيبة ، فأضائت شمعة ووضعتها في طبق طيني صغير لتنير لهم الطريق ، فرآها الناس ، ففعلوا مثلها ،
فأضائت طرقات المملكة بالآف من المصابيح الصغيرة لتنير للملك راما والملكة سيتا والأمير لاكشمن طريقهم إلى العرش.
ومنذ ذلك اليوم في كل عام يخرج الجميع في كل مناطق الهند يحملون المصابيح ليتذكروا قصة حب راما وسيتا.