حكاية رجينة الجزء الأول
حكاية رجينة الجزء الأول
صياد سمك يعيش في سعادة وهناء مع زوجته وابنته الوحيدة اسمها رجينة لا ينكد عليهم شيء من هموم الحياة.
وفي أحد الأيام عاد الصياد من عمله فوجد زوجته مريضة بالحمى ، وما هي إلا أيام قليلة حتى ودعت الحياة ،
وهي توصي زوجها بإبنتها الوحيدة ، وتقول له لا تتزوج حتى تتعلم ابنتي كيف تطبخ وتهتم بشؤون البيت.
وعدها زوجها بذلك وهو يبكي على فراقها وفقدت الفتاة الصغيرة أمها وهي لا تعرف من أمور الحياة شيئا ،
فأخذها والدها عند قريبة له أرملة وعندها بنت أكبر منها بقليل لتعلمها.
فرحت المرأة بهذه الفتاة ليس حبا فيها ولكن حتى تتقرب من الأب لعله يتزوجها ، فهي سيئة الأخلاق ولا أحد يحبها.
وظلت تعلم الفتاة شؤون الطبخ والمنزل ، ولكن الفتاة كانت صغيرة ولن تستطيع التعلم بسرعة.
فقالت المرأة في نفسها لو ظللت أعلمها فلن تتعلم إلا بعد سنة على الأقل ،
ويجب أن ألجا للحيلة حتى لا تأتي إمراة أخرى وتخطف الرجل ، فهو محبوب ولطيف وله بيت جميل.
فقد أنعم الله عليه من مهنته الشيء الكثير.
فكرت وفكرت فأصبحت كل يوم تطبخ له وتنظف وتقول للفتاة إذا جاء والدك قولي له أنك أنت من فعلت ذلك ،
وإلا لن أدعك تلعبين مع ابنتي وسوف أدعو الغول ليفترسك.
وكانت الفتاة تخاف منها كثيرا وخصوصا بعد أن قصت عليها الكثير من قصص الغول ، وكانت تهددها به إذا لم تسمع كلامها.
عاد الأب إلى البيت فوجد كل شيء نظيف والطعام جاهز وابنته في البيت ترحب به وتخبره أنها تعلمت كل شيء.
استغرب الأب بهذه السرعة تعلمت ابنته فلم يمض على وفاة أمها سوى أشهر قليلة ،
ولكنه لم يفكر في الزواج فمادام إبنته تعلمت ، فما حاجته لوجود إمرأة في البيت.
إقرأ أيضا: في عام 1977م قامت السيدة الأمريكية لورا شولتز
وعندما علمت المرأة من أن الرجل لن يتزوج ظلت تلح على الفتاة مرة بالترغيب ،
بأنها إذا تزوجت أبيها فسوف تصنع لها دمى كثيرة تلعب بها ، ومرة بالتهديد بأنها إذا لم تقنع والدها فسوف يفترسها الغول.
وظلت الفتاة تلح على والدها بالزواج وتقول له مثل ما علمتها معلمتها : أبي نزوج معلمتي فأنا أحبها وأحب ابنتها أريد أن ألعب معها ،
أنت طوال اليوم في البحر وأنا أبقى وحيدة لا أحد معي.
وبعد إلحاح من ابنته تزوج الصياد من الأرملة وهو يظن بأنها ستسعد ابنته.
وفي الأيام الأولى كانت تعاملها بالطيبة ، ثم ملت وعادت إلى طبيعتها الشريرة.
فأصبحت تأمر الفتاة بالعمل في البيت طوال النهار وتجعل ابنتها تلعب والفتاة المسكينة تعمل في صمت وخوف منها.
وكبرت الفتاة وهي مثل الخادمة في بيت أبيها ، وفي أحد الأيام كانت الفتاة تغسل السمك فوجدت سمكة تنظر إليها ،
وهي تقول أرجوك أعيدني للبحر وسوف أساعدك.
استغربت الفتاة من السمكة وكيف تستطيع الكلام ، ولكنها قالت حاضر سوف أعيدك.
فقالت السمكة سوف أهب لنجدتك.
أخذت الفتاة السمكة وأعادتها إلى البحر وهي سعيدة أنها استطاعت مساعدة أحد فهي فعلت ذلك لأنها تحب عمل الخير ،
ولا تتأخر في مد يد العون لكل من يحتاجها.
ومرت الأيام وفي أحد الليالي كانت الفتاة تستعد لتخلد للنوم بعد أن هدها التعب من العمل طوال النهار ،
فطلبت منها ابنة زوجة أبيها أن تخيط أحد أثوابها ، فقالت لها دعيه وسوف أخيطه لك غدا.
فصرخت بها ولطمتها ولم تحتمل الفتاة المسكية الإهانة فصفعتها بدورها ،
وسمعت زوجة الأب صراخهما ، فجائت مسرعة وبدون أن تفهم من الظالم ومن المظلوم.
إقرأ أيضا: حكاية رجينة الجزء الثاني
أخذت الفتاة فحبستها في المخزن وطلبت منها أن تطحن الملح ،
وبكت الفتاة ولكنها لم ترحمها ولم يرق قلبها لها وتركتها في المخزن وحيدة.
وبكت الفتاة كثيرا وفجأة سمعت صوت يداعبها فالتفت حولها فإذا بها ترى فتاة جميلة تقف بجانبها وهي تقول لها : لا تبكي يا عزيزتي.
تعجبت الفتاة وهي تحدق في الفتاة باستغراب : ولكن من أنت وكيف دخلتي إلى هنا.
فقالت : أنا التي كنت من قبل سمكة وأنت ساعدتيني وأتنكر في كل مرة بشكل ،
وأنا من ذلك اليوم أراقبك وأحرسك لأنك أنقذتي حياتي فأنا هنا لمساعدتك.
يتبع ..