حكاية رجينة الجزء الثاني

حكاية رجينة الجزء الثاني

فقالت : أنا التي كنت من قبل سمكة وأنت ساعدتيني أنا جنية وأتنكر في كل مرة بشكل وقد وقعت في شباك أبيك عندما كنت أتنكر في شكل سمكة ،

وإن لم تعيدن للبحر ذلك اليوم لما استطعت أن أعيش وأسترد شكلي.

وأنا من ذلك اليوم اراقبك واحرسك لأنك أنقذتي حياتي ولمست الجنية أكوام الملح الخشنة ،

فتحولت كلها إلى ملح ناعم ، ثم أحضرت للفتاة أشكال منوعة من الطعام والشراب وظلت تسامرها حتى نامت الفتاة.

استيقضت الفتاة على صوت أبيها وهي تدفع باب المخزن بقوة ظنا منها بأن الفتاة سوف تكون ميتة من الرعب والجوع ،

ولكنها وجدت خديها أحمرين ووجهها يشع بالنور وهي في كامل الصحة والعافية.

استغربت المرأة من ذلك وهي تثول في داخلها لابد أن هذا المخزن مكان سحري من يبات فيه يزداد جمالا ،

وكيف استطاعت أن تطحن كل هذ الملح ، لا بد أنه مكان سحري.

صرخت في الفتاة : هيا انهضي للعمل وفي الليل أدخلت ابنتها للمخزن وطلبت منها أن تطحن الملح كما فعلت ابنة زوجها ، لتصبح جميلة مثلها.

صرخت الفتاة وهي ترجو من أمها أن لا تفعل بها ذلك ولكن الأم لم تأبه لها وأغلقت عليها الباب وذهبت ،

وظلت تصرخ من الرعب والجوع فأكلت الملح فأصابها العطش الشديد واصفر وجهها من الرعب والجوع والعطش.

وعندما فتحت عليها أمها الباب وجدتها في أسوأ حالتها وقد ازدادات ذبولا وبشاعة.

أفرغت غضبها في ابنة زوجها المسكينة وأرسلتها للبئر البعيد لتملأ الماء ولم تعطها الحمار لتركب عليه ،

بل طلبت منها أن تذهب على قدميها انتقاما منها لعلها تتعب وتموت.

إقرأ أيضا: طلقني!

أخذت الفتاة جرتها وذهبت للبئر وهي تدعو الله أن يساعدها وصلت الفتاة وملأت جرتها ،

وهي عائدة وجدت إمراة عجوز في الطريق فأسرعت الفتاة إليها وسقتها الماء.

فقالت لها العجوز شكرا لك يا ابنتي لقد رحمتي عطشي ،

ولكن بيتي ليس فيه ماء وعندي ابني مريض ولا أحد يستطيع مساعدتنا.

فقالت الفتاة نعم يا خالة وليس أحب إلي من ذلك.

ذهبت مع العجوز وأفرغت الجرة الكبيرة في اناء كبير ثم أخذت جرتها وجرة العجوز وعادت للبئر وملأت الجرتين ،

وعادت لبيت العجوز وأعطتها جرة الماء وقالت لها بأنها سوف تمر عليها كل يوم ،

لتخدمها ونظفت لها البيت وطهت الطعام ثم عادت.

التقتها زوجة أبيها بغضب وصرخت فيها أين كنتي طوال هذا الوقت وانهالت عليها ضربا ، سوف أحبسك في المخزن عقاب لك.

بكت الفتاة من الخوف ولكنها فجأة وجدت أن دموعها تتحول إلى لؤلؤ أبيض جميل ،

وإذا بصديقتها الجنية بجانبها وهي تقول لها لا تخافي أنا معك ، فأنت لم تفعلي سوى الخير وسوف يجازيك الله على ذلك.

كلما بكيت بعد اليوم فسوف تكون دموعك من لؤلو وإذا ضحكت فسوف تنزل الدرر من فمك ،

وإذا مشيت فسوف يفرش تحت قدميك الحرير حتى تتزوجين وقتها فقط.

ستكونين زوجة وفية وأم صالحة وتستغنين عن هذه الدرر واللأليء والعجوز التي ساعدتيها اليوم ،

هي أمي أرادات أن تختبرك قبل أن نعطيك هذه المزايا.

سعدت الفتاة وظلت تضحك مع صديقتها حتى غفت في نوم عميق.

إقرأ أيضا: حكاية رجينة الجزء الأخير

يتبع ..

Exit mobile version