Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

حكاية ردينة الجزء الثاني

حكاية ردينة الجزء الثاني

نبت على قبر الفتاة ردينة شجرة نخل أخذت تنمو وتكبر وتمتد إلى الأعلى كانت نساء القرية قد اعتدن على التجمع عند البئر يغسلن ملابسهن من مائها ،

وبعدها ينشرنهن على الأحجار وعلى جدران القرية القريبة ليجفوا.

وإذ بالنخلة بعدما كبرت تحني لهن ساقها حتى يلامس رأسها الأرض لينشرن الملابس المغسلة على سعاف جريدها ،

وتبقى منحنية حتى تجف الملابس وتأخذها النساء وبعدها ترفع رأسها وتقيم ساقها وتعود إلى طبيعتها.

إستمرت النخلة تحني ساقها للنساء لينشرن الملابس يوميا حتى كان ذات يوم عندما جاءت زوجة أخيها تغسل ملابسها وملابس زوجها ،

فشعرت بخلوتها وأمانها فنزعت ما عليها من ملابس وغسلتهم ،

وعندما انتهت أحنت النخلة لها ساقها حتى لامس رأسها الأرض فنشرت عليها ملابسها.

وإذا بالنخلة تقيم ساقها وترفع رأسها بما عليها من ملابس على غير عادتها وبقيت المرأة شبه عارية تحتها ،

منتظرة أن تحني النخلة ساقها مرة ثانية لتأخذ ملابسها.

ولكن النخلة بقيت منتصبة والملابس على رأسها والمرأة تحتها عرضة لعيون المارة لا تجد ما تستر به عورتها.

بلغ الخبر إلى زوجها فأتى لمساعدتها ولأخذ ملابسها من فوق النخلة إلا أنه لم يتمكن من ذلك.

وجاء بمنشار أخذ ينشر به جذع النخلة ليقطعها فأرسلت أنينا موجعا وقالت له : آلمتني تنشر يا نشار تنشر كعوبي بالمنشار.

سمعها وتوقف عن نشرها وراح يبحث عن شخص آخر يتولى قطعها بأجرته ،

وما أن بدأ يحرك المنشار ليقطعها حتى سمع أنينها وهي تخاطبه : آلمتني يا نشار تنشر كعوبي بالمنشار.

سمعها فتوقف عن قطعها وهو يقول : هذه ليست نخلة يعلم الله ما هي ممكن جنية أو إنسية.

إستعان الرجل بشخص آخر لقطع النخلة وما أن شرع بذلك حتى سمعها تقول له : آلمتني يا نشار تنشر كعوبي بالمنشار.

إقرأ أيضا: النصيب الجزء الأول

فألقى بالمنشار وفر هاربا من الخوف.

إستعان بثالث ورابع لقطعها وكلما هم أحدهم بذلك سمع أنينها وكلامها وكف عن ذلك نادما على ما بدر منه.

فلم يجد حلا إلا الإستعانة برجل أصم وأبكم ليقطعها.

فراح ينشرها وهي تئن وتسائله وتعاتبه وهو يسمعها حتى قطعها وسقطت على الأرض ، فأخذا ملابسهما وانصرفا عائدين إلى البيت.

مرت إمرأة عجوز فقيرة من جيرانهم بجانب النخلة المقطوعة تجمع عيدان الحطب من الطريق وتحمله فوق رأسها.

فشاهدت في قلب النخلة حبة بلح ناضجة كانت هي كل ثمرها فقطفتها ووضعتها في قفتها واستمرت تواصل سيرها تجمع عيدان الحطب.

إلا أنها بدأت تحس بالقفة تثقل فوق رأسها وكلما سارت ازداد ثقلا ،

مع أنها لم تجمع فيها شيئا كثيرا من الحطب فحطته من فوق رأسها ونظرت إلى داخله لتتعرف على سبب ثقله.

فوجدت حبة البلح تكبر بسرعة داخل القفة مسببة ذلك الثقل فأعادت حمله وواصلت سيرها وهي تتعجب من ذلك ،

ولما وصلت البيت غطتها بخرقة قماش لترى ماذا سيكون من أمرها.

ومرت الأيام وحبة البلح تكبر وتتضخم وعندما توقف نموها ويبست تشققت وخرجت منها طفلة صغيرة وجميلة ،

فرحت بها العجوز التي عاشت حياتها وحيدة لا يؤنس وحدتها أحد من الأهل أو الأقارب ،

واعتبرتها ابنتها وراحت تربيها وتعتني بها وهي تنمو وتكبر وتزداد جمالا.

وعندما رجعت الفتاة شابة تولت أعمال البيت بمفردها وركنت العجوز إلى الراحة والرضى يملأ نفسها ،

إلا أنه مع الأيام أخذ الخوف يساورها من أن تفارقها الفتاة في يوم من الأيام وترجع هي إلى وحدتها وسابق حياتها.

إقرأ أيضا: حكاية ردينة الجزء الأخير

فعملت على تشديد حراستها عليها وحرصت على إبقائها في البيت لتخفيها عن عيون الناس ،

لكي لا يتعرف عليها أحدهم فيكون سببا في فراقها.

ولكن صادف ذات يوم طلعت الفتاة إلى سطح بيت العجوز في وقت كان أخوها يطل فيه من نافذة بيته القريبة من بيت العجوز ،

فوقع نظره عليها فأعجب بجمالها وقال لعلها فتاة زائرة لبيت العجوز.

ولكن كيف يمكن أن تكون زائرة لبيت ، صاحبته غائبة عنه ولا يمكن أن تكون إبنتها لأنها كما نعرفها تعيش وحيدة بدون أبناء.

فقرر أن يركز اهتمامه على بيت العجوز ومراقبة الفتاة ليتأكد من حقيقتها ،

وهل هي زائرة للبيت أو مقيمة فيه ومن هم أهلها ليخطبها منهم.

تكرر طلوع الفتاة إلى السطح وتكرر وقع نظر أخيها عليها فاتضح له أن الفتاة مقيمة فيه ،

ولا تغادره أبدا فقرر أن يفاتح العجوز في أمرها لكي يخطبها.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?