حكاية عامر الجزء الأول
يحكى في قديم الزمان كانت مجموعة من الصيادين على متن سفينة صغيرة في وسط البحر يصطادون السمك لتوفير قوت يومهم ،
وبينهم عامر هذا الصبي المحبوب الذي لا يتعدى خمسة عشرا عاما ،
وله شخصية لا تقل عن شخص عنده خمس وعشرين عاما بشجاعته وقوته.
فبعد موت أبيه وأمه في حريق ، لم يتبقى له إلا أخته حبيبة إبنة ثلاثة عشر عاما التي يقوم بالعمل لتوفير لها الطعام والملبس
وكل ما تحتاج له ، فليس لها إلا أخاها في هذه الدنيا بعد موت والديها منذ عشر أعوام.
إصطادو في هذا اليوم سمك كثير ، فكان الخير كثيرا والأمواج مرعبة ، وبعد يوم عمل طويل وأمواج عالية ومرهقة ،
ذهب عامر إلى بيته ومعه الغداء ، بعض من الأسماك التي تم صيدها هو ورفاقه.
استقبلته أخته بحرارة كالمعتاد ، فكانا يعيشون حياة سعيدة ويحبون بعضهم جدا ، فكانا معروفين بأدبهم وأخلاقهم.
وكان أثر هذا الرجل الكبير المعروف في قريتهم بكرمه وأمواله وحبه لعامر وأخته حبيبة ،
فكان يزورهم من وقت لأخر وكان على مقربة من والديهم قبل موتهم.
وكلما عرض على عامر المساعدة المادية رفض ، فدائما كان رده لا ياعم ، فأنا أعمل ولست عاجزا.
أختي لا ينفق عليها إلا أخاها وكانت حياتهم تثير بشكل عادي ومألوف.
خرج عامر في يوم من بيته مودعا أخته لرحلة صيد ستطول لأكثر من يومين ،
ركبوا سفينتهم وتوكلوا على الله وذهبوا ،
وبينما هم في عرض البحر رأو دوامة غريبة وكبيرة.
دث الرعب في قلوبهم وحاولوا الهروب ، وتم تفريغ السفينة لتخفيف الوزن ، ولكن لا فائدة.
إقرأ أيضا: أصابه الظمأ ليلا فقام من سريره
اقتربت الدوامة كثيرا من السفينة ودخلت وسط الدوامة وتم تحطيم السفينة ، ليفيق عامر وسط جزيرة غريبة جداً ،
كلها جبال وليس بها بشر وليس معه أحداً من رفاقه فكلهم قد غرقوا.
فقرر أن يحارب من أجل البقاء وبدأ باكتشاف الجزيرة ، ولكن سريعا ما جاء الليل فأسرع ببناء كوخ يحتمي به من الطقس والحشرات.
بعد بناء الكوخ دخل ليخلد للنوم وكل همه أخته حبيبة التي ليس لها إلا هو.
وبينما يغلب عليه النوم يشعر بحركات غريبة ، كأن أحد يسير بجوار الكوخ والجو مظلم فلم يستطع تحديد شيء.
بعد مرور ساعات أشرقت الشمس ، قام بتتبع خطوات سير من شعر به أمس يتحرك ،
فرأى أن الأثر ليس ببشرية أ، إه ليس بأثار أقدام بل بشيء يزحف فشعر بالخوف أن يكون ثعبان أو تمساح.
فقام بالتسلل بطئ ليجد نفسه داخل كوخ كبير من الصخر فدخله ليتفاجئ.
ما هذا ، من أنتي أنتي انسية أم جنية أم أنتي سمكة.
وجد نفسه أمام نصف انسية من فوق ونصف سمكة من الأسفل.
استغرب واندهش ، فهذا الذي أراه أمام عيني شيء يسمع عن أساطير قديما ، فكيف أن يكون حقيقة.
ردت عليه أنا الأميرة فاتن وهذا أخي الأمير قاسم ، فالتفت خلفه ليجد قرد يتكلم يلقي عليه السلام.
إندهش أكثر مما رأى فكيف قرد أن يكون أمير وأنتي تكوني أميرة ، ما قصتكم.
قالت له أنا وأخي أبناء ملك عظيم خلف هذا الجبل الذي بنهاية البحر ، فقد تزوج أبي بامرأة ساحرة وكان لا يعلم هذا ،
فقد فتنته بجمالها وكذبها ، وكانت تسعى للسيطرة على حكم البلاد بألاعيبها وسحرها.
إقرأ أيضا: حكاية عامر الجزء الثاني
وفي يوم رأيناها تضع لأبي شيئا غريب في طعامه ، فحاولنا منعه من الأكل بعد إكتشافنا أمرها ،
ولكنه قد أكل وصحته أصبحت في ضعف وشباب أكثر من عشرين سنة للأمام.
فحاولت قتلنا قبل أن نعلم أبينا مما يدور وراء ظهره ، فعندما فشلت في قتلنا أطلقت علينا سحرها من خلال جوهرة تملكها تشع بضوء أحمر غريب ،
وحولتنا لما نحن عليه لتبعدنا عن قلعتنا ومملكتنا ،
لنرى أنفسنا في جزيرة ولا نعلم شيء عن أبينا ولا مملكتنا.
هذه قصتنا ، ومن أنت وما قصتك وهل يمكنك مساعدتنا.
يتبع ..