حكاية عامر الجزء الثاني
بدأ عامر يحكي قصته للأميرة فاتن وأضاف أني كنت على متن سفينة أنا ورفاقي لنصطاد ، فتحطمت سفينتنا في وسط دوامة عظيمة ، لأجد نفسي هنا.
فقالت له الاميرة فاتن هل يمكنك مساعدتنا؟
فقال لها نعم ، ولكن كيف؟
قالت تذهب إلى أبي وتعلمه حقيقة ما جرى لنا وما يدور من وراء ظهره لينقذنا ،
أبي رجل صالح وسيصدقك ولن يكذبك ، ولكن خذ حذرك من زوجة أبي ، فإنها ساحرة.
فقال نعم سأصنع قارب صغير وسأذهب إلى مملكة أبيك ، وسأنقذك أنتي وأخيك من لعنة سحر زوجة أبيك.
فقام عامر بصنع قاربه الصغير وذهب إلى مملكة الأميرة بحراً من خلال قاربه ومشياً على رجليه ،
فقد كان سفرا بعيدا واجتاز أودية وبحار وجبال.
وبعد وصوله دخل المملكة كتاجر أسماك فتسلل إلى القلعة ،
وحاول الوصول إلى الملك ، فكان هذا ليس سهلا كما يعتقد.
وبعد مرور أيام داخل المملكة ، علم أن الملك إيلان مريضا على فراشه وأن زوجته الساحرة عنود تقود المملكة إلى الهلاك بعد إتحادها مع قوة الشر وأعداء للملكة مقابل المال.
فذهب إلى أحد شيوخ وحكماء المملكة ليعلم منهم ما هو مرض الملك وما هو علاجه.
إندهش بما علم منهم أنهم يعلمون أنه مسحور ولا يستطيع الحركة.
وعلم أيضا أن عنود هي المسؤولة عن حكم المملكة وأنها طاغية ولا أحد يجرء على الوقوف أمامها بما تملك من قوة.
فالجيش تحت امرتها بعد مرض الملك وقوتها الساحرة تساعدها في السيطرة على الأوضاع.
إتفق عامر مع الحكيم أن يساعده بدخول القصر كأحد رجال الخدم داخل القصر ،
وبالفعل قال الحكيم لكبار مسؤولين القصر أن هذا الشاب عبدا قد اشتراه الحكيم وقد أهداه كهدية لقصر الملك.
إقرأ أيضا: شبرا مصر وروض الفرج
ودخل عامر القصر ومع الوقت تسلل إلى غرفة الملك مقدماً له الطعام ورأى حالته الصحية في الهلاك ،
فأخبره يا مولاي أنا عامر من بلاد بعيدة وحملني القدر إلى جزيرة ايفسيا ليوصلني إليك ،
لأخبرك أن ابنك الأمير قاسم وابنتك الأميرة فاتن على قيد الحياة ،
ولكن قد تحولوا إلى أشباه السمكة والقرد بعد محاولة قتلهم الفاشلة وهذا بفعل زوجتك عنود ،
فإنها ساحرة خبيثة وهي المسؤولة عن حالتك الصحية تلك ، فأنا هنا لمساعدتك يا سيدي.
نطق الملك ببطء وقال له أتعرف سمكة العرن الخضراء؟
قال له نعم يا سيدي فأنا صياد ، ولكن قليل من يستطع العثور عليها فهي نادرة جدا.
فقال له الملك اذهب وخذ سمك البيار كطعم لهذه السمكة ففي جوفها علاج لمرضي هذا.
اذهب يابني واحذر من أن تراك زوجتي ، وإن قابلتك فكر بعقلك في أي شيء ، فإنها تقرأ العقول ولا تعلم أحد بأمر أولادي.
وبالفعل ذهب عامر ليصطاد سمكه العرن الخضراء وبعد أسبوع جاء عامر ومعه السمكة التي طلبها الملك.
وعند دخوله القصر قابل عنود فنظرت له نظرة خبث وإعجاب وسألته من أنت؟
فتذكر وقتها قول الملك أن يفكر بأي شيء فإنها تقرأ العقول ،
فقال لها أنا عبد أتى بي الحكيم كهدية للملك وأقوم بتقديم الطعام للملك ،
وكل كلمة ينطق بها يفكر بها لأنه يعلم أنها تراقب عقله وليس لسانه.
فقالت له إذهب وتعالى إلي بالمساء ، فأنا أريدك وكانت نظراتها توحي بما تريد.
فذهب عامر إلى الملك وأعطاه السمكة التي طلبها ، وأخبره بما دار بينه وبين زوجته عنود ،
وذكره قائلا يا مولاي ، أخبرتني الأميرة فاتن أن الشيء الذي تقوم به عنود بالسحر وتحويل الإنسان إلى حيوان هي جوهرة ،
فاتفق الملك مع عامر أن يذهب إليها كما طلبت منه في الوقت المحدد ،
ولا يفكر إلا بجمالها ورقتها وهذا لإتمام خطتهم للإيقاع بها.
إقرأ أيضا: حكاية عامر الجزء الثالث
فذهب عامر إليها وكل ما يدور بعقله هو جمالها وأنها إنسانة رائعة ،
ومن الناحية الأخرى أكل الملك السمكة وتعافى تماماً واسترد عافيته ورجعت له قوته.
فذهب للحرس وجنرالات الجيش وأمرهم بالقبض على الخائنين من ساعدوا عنود وأعانوها على ما تفعل.
وذهب الملك ومعه بعض من الحراس إلى غرفة عنود ، ليحبطو محاولة هروبها ومحاولة إستخدام سحرها ضد الملك مرة أخرى.
يتبع ..