حكاية علاء الدين وشهرزاد العاشقان اللذان أبهرا الجميع بحبهما الشديد
حكاية علاء الدين وشهرزاد العاشقان اللذان أبهرا الجميع بحبهما الشديد لبعضهما البعض ،
يقولون عنهما بأنهما لا يفترقان أبدًا مثل القمر والنجوم ، فأينما يوجد علاء ، توجد شهرزاد ،
فالكل كان ينتظر زواجهما بشغف.
ذات يوم ، بينما كانت شهرزاد تنتظر حبيبها كالعادة في الحديقة العمومية للمدينة ،
رن هاتفها فجأة ، رقم جديد!
من المتصل يا ترى ؟ محدثة نفسها.
ردت شهرزاد على الهاتف بفضول :
من معي ؟
رد المتصل بصوت خافت وحزين: إنه أنا ، علاء.
ماخطبك حبيبي؟ ألن تأتي إلى الحديقة؟
أنا أسف ! لن آت.
لماذا ؟ هل حدث لك مكروه ؟
أجابها بكل برودة أعصاب :
إسمعيني جيدا ! علاقتنا إنتهت من الآن ، لا يمكن أن نكون مع بعض ،
لا تتصلي بي مجددا ، وداعاً ، ثم أقفل الهاتف بعدها.
كانت تلك الكلمات كالصاعقة في أذن الفتاة المسكينة ، فقد حاولت الإتصال مرارا و تكرارا بحبيبها لكن الخط ظل مقفلا
مرت عدة أشهر وشهرزاد تبحث عن حبيبها من أجل الإستفسار ومعرفة ما حدث ، لكن بدون جدوى.
حينها تحول ذلك الحب الكبير الذي تكنُّه له إلى كره وحقد شديد وتحول شوقها وحنينها إليه إلى إشمئزاز ونفور منه ،
فكلما سألها أحد عن علاقتها أو ذكر علاء أمامها ، تحدثت عنه بسوء ونعتته بأبشع الصفات.
تغيرت وجهة نظرها وأصبحت تكره جميع الرجال ، فلا تدع أحدا يقرب منها وإلا شتمته.
وفي يوم من الأيام لما كانت شهرزاد جالسة في الحديقة التي إعتادت فيها لقاء حبيبها السابق ، تقدم منها شاب وسيم :
إقرأ أيضا: كان أحد الأباء يستعد للإحتفال بزواج ولده وفلذة كبده الوحيد
صباح الخير يا آنسة !
ماذا تريد ؟
معذرة! هل يمكنك منحي قليلا من وقتك ؟
ليس لدي الكثير من الوقت لكم ! ماذا تريد باختصار ؟
لدي رسالة من علاء الدين لك .
حينها دق قلب شهرزاد بقوة لسماعها هذا الإسم لكنها تحولت إلى لبوة هائجة وصرخت في وجه الشاب والدموع تملأ عينيها :
أغرب عن وجهي أيها الوضيع ، لا أريد أي رسالة منه ولا أريد أن أسمع منك المزيد.
ظل الشاب هادئا ، واقفا في مكانه لا يغادره ، ثم قال بلطف :
أنا آسف آنستي ، أنا مجرد رسول أحمل أمانة وعدت بإيصالها لأهلها ، لكن ما تحمله هذه الرسالة أهم بكثير مما تتوقعينه ، تفضلي.
هدأت الفتاة قليلا ، ثم استلمت الرسالة بشغف وفتحتها لتقرأ ما يلي :
حبيبتي ! روحي ! كنت وستظلين دائما نور عيني ، قلبي لا ينبض لسواك.
يجب عليك بناء حياتك من جديد مع رجل يجعلك إمرأة سعيدة لا مع رجل مثلي يجعل منك أرملة بائسة تدور حولها الضباع طامعة إفتراسها.
لقد كشفت التحاليل الطبية مؤخرا بأنه لدي ورم خبيث في الدماغ في مرحلته الأخيرة ،
لقد فات الأوان لعلاجه ، فقد أخبرني الطبيب أنه لم يتبق من حياتي سوى أيام معدودات ،
أنا جدا آسف حبيبتي ، لم أرد إخبارك بهذا لكي لا تتعذبي معي ، ولهذا إفتعلت ذلك الإنفصال الغامض ،
كي أصبح في نظرك أقل مكانة حتى يكون رحيلي عن الحياة خفيفا عنك ، تمنيت كثيرا لقاءك قبل موتي ،
لكني لا أستطيع تحمل رؤيتك تتعذبين ، فوجع المرض أهون علي من دموعك الغالية ، وداعا حبيبتي أحبك إلى الأبد.