حكاية غسق الجزء الأول
حكاية غسق الجزء الأول
كان هناك فتاة شابة فائقة الجمال اسمها غسق تعيش مع والدها في بيت صغير من الطين والأحجار ،
لكنه جميل تحيط به الأشجار من كل ناحية ، ويمر من جانبه جدول ماء صغير لا تنقطع المياه فيه طيلة أيام السنة.
ويقع منزلهم بجوار عدة منازل على طرف قرية جبلية نائية تحيط بها الجبال المرتفعة من ثلاثة نواحي ،
تعيش في هذه الجبال الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والضباع.
غسق كانت البنت الوحيدة لوالدها رمزي والذي كان لها بمثابة الأم والأب بعد وفاة أمها وهي صغيرة ،
وكان على علاقة حسن جوار مع جيرانهم ، عائلة دار علي وبناته الثلاثة سميحة وربيحة ومليحة ، وكأنهم عائلة واحدة.
العم رمزي اعتزم الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ولذلك جلس مع ابنته في الليل وأخبرهم بالخبر.
قالت له غسق : وكيف ستتركني وحيدة يا والدي العزيز كل هذه الشهور الطويلة حتى تعود سالما غانما باذن الله.
قال لها : يا غسق يا عزيزتي أنت لن تكوني وحيدة بل ستكونين أمانة عند جيراننا دار علي ،
وسأحضر لك من هناك الحناء والأساور والخواتم والقلائد والروائح العطرية والملابس الملونة والجميلة.
كان الذهاب والعودة إلى الحج تستغرق عدة شهور لأن السفر كان عن طريق الجمال والدواب الأخرى وأحيانا كان سيرا على الأقدام.
أصبحت غسق تقضي معظم وقتها إما عند بنات علي في بيتهم أو في بيتها والبنات معها.
في أحد الأيام نزل من الجبال المحيطة بقرية المحادية غول ضخم كبير وكريه المنظر اسمه نتشان ،
كأنه غوريلا كبيرة في حجم فيل هذا الغول المتوحش يستطيع أن يحول نفسه إلى إنسان أو حيوان ،
كما يريد كبقية الغيلان فهو ساحر شرير كبقية الغيلان.
إقرأ أيضا: حكاية غسق الجزء الثاني
حول نفسه هذه المرة إلى متسول فقير ومسكين وأخذ بالتجوال في القرية ،
من منزل إلى منزل حتى يشاهد بنتا مناسبة حتى يخطفها فيما بعد في الليل ،
ويأخذها إلى مغارته البعيدة في رأس الجبل حتى يتعشى عليها ويأكلها.
وصل نتشان الحقير في تجواله إلى بيت غسق ثم طرق الباب بخفة وبمسكنة فتحت له الباب ،
وعندما رأته على هذه الهيئة عادت إلى داخل البيت وأحضرت له رغيفا من الخبز ،
ثم أقفلت الباب وعادت إلى الداخل لمتابعة الأعمال المنزلية المعتادة.
قرر نتشان بعد أن بهرته بجمالها وشبابها ولون عينيها وطول شعرها الذي كان يهبط كشلال الذهب على كتفيها ،
قرر أن يعود في الليل ليخطفها.
عاد متسللا في الليل واختبأ خلف السياج المقابل لبيت غسق إلى أن تخرج من البيت ويستطيع الدخول والإختباء ،
حتى يظهر لها في الليل.
وبعد قليل خرجت غسق لزيارة بنات علي ولكنها لسوء الحظ تركت الباب مفتوحا ،
عندها دخل نتشان اللعين واختبأ في المطبخ خلف القاطع الطين المستعمل لحفظ المأكولات.
بعد الغروب بقليل عادت غسق إلى البيت وأقفلت الباب من الداخل.
جلست في ساحة البيت بعد أن أضائت السراج وجلست أمام الطاحونة وأخذت تطحن بعض حبوب القمح.
عندها قفز الغول عدة قفزات وجلس أمامها ، وقال أمسكت بك.
يتبع ..