Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

حكاية غسق الجزء الثاني

حكاية غسق الجزء الثاني

بعد الغروب عادت غسق إلى البيت وأقفلت الباب من الداخل ، جلست في ساحة البيت بعد أن أضائت السراج ،

وجلست أمام الطاحونة وأخذت تطحن بعض حبوب القمح.

عندها قفز الغول عدة قفزات وجلس أمامها ووضع يده فوق يدها وأخذ يطحن القمح معها.

من هول الصدمة لم تستطع غسق الصراخ لكن رغم شدة خوفها أخذت في الغناء وفي رفع صوتها قليلا ،

حتى تسمع صوتها لعلي جارهم.

يا جارنا يا علي يوجد الغول يطحن معي
ويرد عليها الغول محذرا ومغنيا كذلك ،

الليل معانا طويل والحب معانا قليل واإن خلصتي قمحاتك لهضمت عظامك.

واستمر الغناء طويلا ومع تمايل الغول طربا أخذت غسق في رفع صوتها أكثر وأكثر ،

كان علي على وشك النوم ، عندما سمع صوت غسق عندها أدرك أن الغول سيخطف غسق لا محالة.

لذا خرج مسرعا وهو يمسك سيفا خشبيا لأن الغيلان لا تموت إلا بالسيوف الخشبية.

نظر علي من خلف سور جارهم بعد أن اعتلى سلما خشبيا وإذا بالغول عند غسق.

ومن حسن الحظ كان جالسا وظهره للباب نزل إلى ساحة البيت دون أن يحدث أي صوت ،

ومشى قليلا وبحذر ثم ضرب الغول بالسيف الخشبي فوقع صريعا مضرجا بدمائه القذرة.

بعد ذلك قاموا بوضع الغول الميت على ظهر حماره الكبير وذهب الحمار مسرعا بصاحبه المقتول إلى رأس الجبل ، حيث المغارة الكبيرة.

وعلى باب المغارة أخذ الحمار بالنهيق المرتفع والمتواصل ،

خرجت أختا الغول وهما القرعاء والخنباء اللتان صعقتا بمنظر أخاهما نتشان ، وأنزلوه ثم دفنوه والدموع تملأ قلبيهما.

قررتا الإنتقام من قاتليه ، لكن ممن تنتقمان وأين.

إقرأ أيضا: الراهب وسيدة القصر

فقررت الغولة القرعاء البحث عن قاتل نتشان فجعلت من نفسها بائعة متجولة على حمار آخر وذهبت إلى القرية ،

حيث أنهما كانت على علم أن نتشان كان يقصد القرية.

أخذت معها الحلويات والمكسرات وأخذت تبيع النساء والفتيات ،

وكانت تتحدث بطيبة مع النساء لكي تعرف منهن دون أن يعلمن من الذي قتل نتشان ،

حتى وصلت إلى بيت غسق التي خرجت لها بقصد الشراء.

فأخذت الغولة تتسرق الحديث منها حتى استطاعت أن تعرف أنها هي التي قتلت أخاها نتشان.

عندها بدأت بعمل خطة حتى تدخلها كيس البضاعة وتقفل عليها وتهرب.

قالت لها : هل أعجبتك حلوياتي يا ابنتي غسق.

نعم يا خالتي إن الحلويات لذيذة جدا ، لم أذق مثلها في حياتي.

حسنا يا ابنتي هل ترغبين بالمزيد؟

نعم يا خالتي أريد المزيد ولكن ليس معي نقود كافيه حاليا.

يا ابنتي الصغيرة لا تهتمي للنقود صديقيني أنني أحببتكي مثل إبنتي ،

ولكن لكي تأكلي الكمية التي تريدين دون حرج عليكي أن تدخلي إلى الكيس.

لم تستطع غسق مقاومة العرض فدخلت الكيس واختفت بداخله وأخذت تأكل بشراهة ،

عند ذلك أقفلت الغولة القرعاء الكيس وولت هاربة هي والحمار.

ولم تتمكن غسق من إيصال صوت استغاثتها لأحد.

وصلت الغولة بسرعة إلى المغادرة وأنزلت الكيس المربوط بإحكام واستدعت أختها وقالت لها اسمعي يا خنباء انتبهي جدا ،

هذه غسق التي قتلت أخونا نتشان وإياك أن تفتحي لها باب الكيس ، مفهوم يا خنباء.

إقرأ أيضا: حكاية غسق الجزء الأخير

أنا الأن سأذهب إلى جبل الذئب لاحضر الحطب ولن أتأخر ، مع السلامة ثم ذهبت مسرعة.

أخذت الغولة البلهاء البدينة جدا تلف وتدور حول الكيس وخاصة عندما اشتمت رائحة الحلويات والمكسرات الطازجة ،

انتبهت لها غسق وشاهدتها من خلال ثقب صغير في الكيس.

قالت لها يا غولة يا خنباء حلاوة طيبة ولذيذة هل تريدين؟

أريد نعم. أريد ولكن كيف كيف؟

بسيطة افتحي الكيس وتعالي كلي معي يا الله يا سلام كل شيء عندي هنا لذيذ.

نعم بي رغبة شديدة للأكل ، ولكن ربما تهربين من يدي وأنت قتلت أخونا الوحيد نتشان ويجب أن تموتي ونأكلك يا خبيثة.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?