حكاية نسر لكنّه ظل دجاجة
يحكى عن نسران يعيشان على جبل مرتفع ، اتخذت الأنثى لها عشّا في قمّة شجرة تطل على السّفح ، وكان العشّ يحتوي على 4 بيضات.
في أحد الأيام حدثت عاصفة شديدة ، فسقطت بيضة ، وجرفتها السّيول إلى أن استقرّت قرب قنّ للدّجاج أسفل الجبل ،
وجدتها إحدى الدّجاجات فدحرجتها إلى عشّها ووضعتها مع بيضها ، وقالت في نفسها سأحضنها ،
وأعتني بها لعل الله يرزقني من ورائها خيرا.
فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل ، ولكن هذا النّسر تربّى على أنّه دجاجة ، وتصرّف مثلهم ،
وأكل طعامهم وانتهى به المطاف أن يتعلم ثقافتهم ويتأدّب بآدابهم.
وفي أحد الأيام ، وبينما كان يلعب مع إخوانه قرب القنّ ، شاهد مجموعة من النّسور تحلق بفخر عاليًا في السّماء ،
قال النّسر الصغير : كم أتمنى التّحليق عاليًا مثل تلك الطيور ، لكن تلقى ضحكات الاستهزاء من الدّجاج ،
وقالوا له : أنت لست سوى دجاجة مثلنا ، ولن تستطيع أن تطير مثلهم.
وبعد وقت قليل توقّف النّسر عن أحلامه ، كانت غريزته تدفعه إلى الطيران ، لكن عقله أوهمه أنّه دجاجة ،
وترك أحلامه في التحليق ، ونسي طبعه أن يكون صيّادا يرعب كلّ الغابة.
وفي النهاية عاش كالدجاج ينقر الحب والديدان وينبش الأرض بساقيه ،
وعندما تقترب النّسور يسرع مع الدّجاج مذعورا للاختفاء بين الأشجار.
العبرة
ما نستخلصه من القصّة ، هو أنك لو عشت في في واقع تحكمه التقاليد ، ويمنع التفكير ،
سينتهي بك الأمر إلى الإنغلاق والتّزمت ، وسيكون بينك وبين الحقيقة حجاب.
إقرأ أيضا: حكاية النملة وجارتها البخيلة
فإذا كنت نسرًا وتحلم بأن تحلق في السّماء فتابع أحلامك ، ولا تستمع لكلمات الدّجاج ،
وما أكثر الدّجاج في مجتمعنا ، وما أقلّ النّسور.
ما أكثر من يخذل طموحك من أهل ، وأقارب ، وثقافة بالية.
إعلم أنّ الطاقة على تحقيق الإرتقاء نحو الأعلى موجودة لديك ، ولا يخرج من الواقع السّلبي الذي يشدّنا إلى الوراء والاستسلام إلا الصابرون ،
واعلم بأن الإيمان بالنفس والثقة في ذاتك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك ،
وليس قول الآخرين أصقل نفسك ، جدّد الماضي ، وحطم الأغلال التي أنشأها الشّرق لكي لا تكون من فئة الدّجاج.
الثّورة على السّلبية والقدرية طريق لنجاحك ، ورافق دائما من يقوّي عزيمتك ،
وابتعد عن الفاشلين احلم واعمل لتحلق عاليًا في سماء النجاح ، شقيّ هو من إختار قنّ الدجاج على سماء النّسور.