حكم قراءة القرآن عند القبور
القراءة عند القبور بدعة ، ولا يجوز فعلها ، ولا الصلاة عندها ؛ لأن الرسول صل الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، ولا أرشد إليه ،
ولا خلفاؤه الراشدون ؛ ولأن هذا مما يفعل في المساجد ، والبيوت.
يقول صل الله عليه وسلم : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تتخذوها قبورًا ،
فدل على أن القبور ما يصلى عندها ، ولا يقرأ عندها ، إذ هذا من خصائص المساجد والبيوت ،
إنما يسلم على أهلها ، يزارون ، ويسلم عليهم ، ويدعى لهم ،
وكان النبي صل الله عليه وسلم : (إذا فرغ من دفن الميت ؛ وقف عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم ،
وسلوا له التثبيت ؛ فإنه الآن يسأل ولم يقرأ عنده ، ولم يأمر بالقراءة عنده.
وما يروى عن عبد الله بن عمر إن صح عنه لا يعول عليه ؛ لأن العبادات تتلقى من الرسول صل الله عليه وسلم أو من القرآن ،
ولا يحتج فيها بقول صاحب ، ولا غيره ، ما عدا الخلفاء الراشدين حيث قال فيهم النبي صل الله عليه وسلم :
عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ،
فما جاء عن الخلفاء الراشدين المهديين يعتمد إذا كان لا يخالف سنته عليه الصلاة والسلام.
وأما ما يروى عن ابن عمر ، أو غيره من الصحابة ، وغيرهم في العبادات ؛ فلا يعول عليه ؛
لأن العبادة توقيفية ، العبادات توقيفية ، لا تؤخذ إلا عن القرآن ، أو السنة الصحيحة عن رسول الله ، عليه الصلاة والسلام.
إقرأ أيضا: هل تغيير المكان بين الصلاتين بدعة أم سنة أم مستحب أم واجب؟!
وما ذكره ابن القيم عن بعض العلماء لا يعتمد عليه ، الواجب في مثل هذا الباب هو الإعتماد على القرآن والسنة ،
وما خالفهما من جهة العبادة يكون بدعة ، فلا يصلى عند القبور ، ولا يقرأ عندها ، ولا يطاف بها ، ولا تدعى من دون الله ، ولا يستغاث بأهلها.
فدعاء الميت ، والإستغاثة بالميت ، والنذر له هذا من الشرك الأكبر ،
والدعاء عند قبر كونه يدعو الله عند قبر بدعة ، وهكذا القراءة عند القبر بدعة.
ابن باز رحمه الله