حلول للتناقض التربوي بين الوالدين
حلول للتناقض التربوي بين الوالدين
في كثير من الأحيان تقول الأم لطفلها نعم ويقول الأب لا أو العكس صحيح ، وهذا الإختلاف في التربية متكرر في كل بيت.
ويزداد الخلاف أكثر كلما كان الزوجان من بيئتين مختلفتين أو من مذهبين مختلفين ،
وقد جاءتني زوجة تشتكي من زوجها الذي لا يحترم ويقدر قراراتها التربوية أمام أبنائها ،
فقلت لها لا بد من عمل نظام تربوي يحفظ علاقتكما الزوجية ويحقق لكما التناغم التربوي فقالت : وكيف ذلك؟
قلت : أولا لنتفق أنه ليس كل إختلاف بينكما أمام الأبناء فهو سيء ،
وإنما هناك إختلاف صحي ، لأن الأبناء يتعلمون منه إختلاف الشخصيات وموازنة الآراء والذكاء في التعامل مع المختلفين ،
وكيفية التوفيق بين الآراء المتضاربة وهذه مهارات جيدة ،
أما الإختلاف الثاني وهو السلبي فهو الإختلاف غير المبني على أساس أو منطق ،
وإنما بهدف الإنتقام أو فرض الرأي أو تحقيق مبدأ أنا هنا أو العناد ويصاحبه الصراخ والتهديد والشتم.
فهذا الإختلاف نتائجه السلبية كبيرة على الأبناء ومنها الإزدواجية في شخصية الأبناء وعدم معرفة الصواب من الخطأ ،
وضعف الثقة بالنفس وزيادة الخوف والقلق وتحطيم القدوة الوالدية والتربية على الكذب والإحتيال.
وعادة التناقض التربوي لا يظهر إذا كان عمر الأطفال أقل من سبع سنوات ،
ولكن الخلاف يظهر بعد هذا العمر أو في سن المراهقة ودافع الأم في قراراتها أنها ترجح جانب الحماية والخوف ،
بينما الأب يرجح التشجيع والإقدام والمبادرة ،
ففي هذه الحالة يمكن للأم أن تفوض أمر التربية للأب حتى يأخذ فرصته التربوية كما أخذت هي فرصتها عندما كانوا صغارا.
إقرأ أيضا: قيمة النضج الإنساني
قالت : ولكن المشكلة عندما يحدث خلاف على شراء هاتف نقال أو السفر مع الأصدقاء ،
أو في طريقة اللباس أو الطعام فكيف نتصرف بهذه الحالة إذا تمسك أحدهما برأيه ؟
قلت : قبل أن نعرض الحلول لهذه المشكلة لا بد أن نفرق بين الخلاف الديني أو الدنيوي ؛
لأن القاعدة التربوية تقول أنه يجب الإتفاق بين الوالدين في الأمور الدينية للحفاظ على إستقامة الأبناء وصلاحهم ،
أما الأمور الدنيوية فالخلاف فيها أمر طبيعي والأفضل أن يتم النقاش بين الوالدين بعيدا عن الأبناء حتى يصلا لحل يتفقان عليه ،
ثم يعلنان القرار لهما وهذا الحل المثالي للمشكلة.