Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

حورية البحر الجزء الرابع

حورية البحر الجزء الرابع

لم تعرف كم من الوقت بقيت على هذه الحالة أحست بقبلة دافئة على جبينها ولما فتحت عينيه وجدت الأمير قيس يحملق فيها ظهر على شفتيها إبتسامة باهتة ،

وقالت هل أنت حقيقة أم خيال.

أفكاري مشوشة جدا ، قال لها ألا تقلقي ، لقد ضمدنا جرحك وبعد أيام ستستعيدين عافيتك.

حاولت أن تتذكر ماذا حصل أمس ولماذا هي هنا فجأة نهضت رغم آلامها وقالت آه :

لقد تذكرت كل شيء غدا صباحا سيكونون هنا
سألها الأمير : على من تتحدثين؟

أجابت : ملك الزنج.

إرتاع الأمير ، وقال : هل أنت متأكدة.

أجابت: لقد رأيتهم وسمعتهم لهذا السبب حاولوا قتلي.

قال قيس لإبن عمه مروان : لو نزلوا على الشاطئ لسقطت المدينة فهي ليست محصنة وسورها من الطين المجفف ،

والجيش يحاصر ميمون في الجبل لقد خططوا لكل شيء بعناية.

قالت سوسنة للأمير لم يبقى سوى الذهاب لمملكة البحر وتقنع أبي الملك عمران بمساعدتكم.

أعطته نجمة حمراء كانت تضعها على شعرها وقالت : إذهب إلى الصخرة المقابلة للشاطئ ،

ستجد صديقاتي الحوريات أخبرهم بالأمر ليس أمامك وقت لتضيعه.

ركب الأمير ومروان زورقا وجدفا بهمة ومن بعيد لاحت لهما الصخرة وفوقها كانت الحوريات يمشطن شعورهن الذهبية ،

لما رأين الزورق يقترب هممن بالقفز في البحر
لكن الأمير قيس صاح :

سوسنة جريحة وهي في ضيافتي ولقد أرسلتني لأبيها وهذه علامة من عندها وأخرج النجمة!

لما سمعن ذلك قلن : لا شك أن الأمر خطير ،
فلم يأت أحد من الإنس إلى مملكتنا هيا قل ما الأمر وسنخبر الملك.

إقرأ أيضا: كانت في منزلها وكانت ترتبه

قال : لقد جاء الزنج لغزونا ولو إنتصروا علينا لاصطادوا السمك بكثرة حتى يقل وتجوعون ،

فهم لا يأكلون شيئا غيره وبحرهم يكاد يفرغ من الأسماك لأنهم لا يتركونه يكبر.

لما أتم كلامه قفزت إحداهن في البحر وبعد برهة صعدت وأخبرته أنّ الملك عمران يريد رؤيتك وهو قلق على إبنته.

كان معها قنديل بحر كبير شفاف قالت له : أدخل وسطه سينزل بك إلى الأعماق وسترى عجائب مملكة البحر.

لما وصل الأمير قيس إلى القاع وجد ملك البحر في انتظاره وسأله بلهفة كيف حال إبنتي؟

أجاب الفتى : لا تقلق فلقد عالجها الصيادون وضمدوا جرحها قال : هل ستشفى؟

تردد الأمير برهة ثم رد : أنتم ليس مثلنا وأجسامكم رقيقة لكن أرجو أن يكون المرهم نافعا لها ،

فنحن نستعمله وهو دواء جيد.

قال الملك : لقد أوصيتها بعدم االذهاب إلى الشاطئ والهروب كلما رأت الإنس لكنها عصت أوامري والنتيجة كما ترى يا إبني.

لكن الآن ليس وقت اللوم فالزنج هنا ولقد سمعنا عما فعلوه ببحرهم الذي فرغ من الأسماك ،

لذلك لابد من إبعادهم قبل أن ينزلوا في جزيرتكم المشكلة أنهم قريبون من الشاطئ ،

والحيتان الضخمة لا يمكنها العوم في المياه الضحلة.

قال الأمير : إذا سننصب لهم كمينا سأجمع كل الصيادين ونركب زوارقنا ثم نهاجمهم ،

وبعد ذلك نتظاهر بالفرار ناحية هذه الصخور فيتبعوننا ويكون قومك في انتظارهم ،

يجب أن نبيدهم وإلا لجمعوا شملهم ورجعوا إلينا بأكثر قوة.

سأذهب الآن فليس هناك وقت ، قرع الملك طبول الحرب وصارت الحيتان وأسماك والسرطانات تأتي من كل مكان ،

أمّا الملك ورجاله فركبوا خيول البحر ، وكمنوا وراء الصخور.

رجع قيس وأعلم الشيخ عبد الله الذي جمع كل قرى الصيادين ووقف فيهم خطيبا وقال :

إقرأ أيضا: إمام المسجد يسرق!

منذ سنوات طويلة والزنج يحلمون بالوصول إلى جزيرتنا وإحتلالنا فلا يوجد بحر أوفر سمكا من بحرنا ،

ولأننا لا نأخذ منه إلا حاجتنا ، فهو يحترمنا.

ولو جاء هؤلاء الهمج لأفسدوا عيشنا وما كان عليه آبائنا وأجدادنا اليوم لا يمكننا أن نعول إلا على أنفسنا ،

فدافعوا عن أمهاتكم وزوجاتكم وبناتكم ثم رفع سيفه وصاح النصر أو الموت وترددت الهتافات في كل مكان.

كان مروان يسمع وهمس لقيس لقد أحسن الرجل الكلام أعتقد أنه يستحق مكانا في قصر أبيك.

أجاب الأمير معك حق لما يرجع أبي من حصار قلعة الجبل سأكلمه عن شجاعة ذلك الرجل ،

لكن أخبرني عن إبنته عائشة فلقد لاحظت أنك مهتم بها أليس ذلك صحيح؟

أجاب مروان : منذ لقائك مع سوسنة أصبحت لا تفكر إلا في الحب فهل هذا وقته يا أمير قيس؟

قال الفتى: إذا إعلم أني سأقاتل من أجل عيون سوسنة وسأرسل لأبيها رأس ملك الزنج كمهر.

ضحك مروان وقال : أمير الجزيرة يتزوج من أميرة البحر لم يحصل ذلك من قبل ،

لكني أعتقد أنه سيكون شيئا مسليا أما الآن إلى الحرب.

إقتربت زوارق الصيادين بهدوء من أسطول الزنج المؤلف من مائتي سفينة صغيرة وزورق ،

كانت الظلمة حالكة والصبح لم يطلع بعد لكنهم شاهدوا من بعيد مصابيحم وعرفوا مكانهم.

واصلوا الإقتراب حتى صاروا على مسافة كافية ثم أطلقوا السهام المشتعلة والمقاليع ،

واشتعلت النار وكثر الهرج وصاح الملك ماذا يحدث؟

جاء رجل يجري وقال : إنّهم يهاجموننا إلتفت الملك وعلى ضوء النار شاهد زوارق أهل الجزيرة.

فصاح : إنهم من الصيادين طاردوهم وسأعلمهم كيف يحرقون مراكبي.

في هذه اللحظة قال الأمير قيس : الآن جذفوا في إتجاه الصخور لا يجب أن يلحقوا بنا وإلا هلكنا.

كانت القوارب خفيفة وسريعة لذلك إبتعدت بسرعة وشرعت كل سفن الزنج بمطاردتها.

قال مروان بفرح : لقد نجحت الخطة بقي أن ننتظر هل سينفذ ملك البحر وعده؟

إقرأ أيضا: لكنه يخونني لقد رأيته بين أحضان أنثى غيري

أجاب الأمير : إنه رجل ذو مروءة وشجاعة وسيفعل ذلك لأنّ مصلحتنا واحدة وهو يثق فينا بعدما أنقذنا إبنته.

بدأ الصباح يطلع حين أشرف القوم على الصخور وما كادت زوارق الصيادين تمر حتى خرجت الحيتان الضخمة وقلبت سفن الزنج ،

وهاجمت أسماك أبو سيف والسرطانات الزوارق ، واشتبكت مع الرجال الذين وجد الكثير منهم نفسه في الماء ،

وتعلّق كثير منهم بالصخور.

صاح ملك البحر في خيله : إهجموا الآن ولا يبقوا منهم أحدا.

حاولت مراكب الزنج المتبقية وفيها الملك الهرب لكن الأمير قيس قال : سنقطع عليهم الطريق ،

ولم يمض وقت طويل حتى أبيد الزنج وقتل ملكهم.

ولما رجعوا إلى الصخور وجدوا أن المعركة تشرف على نهايتها وقد أصبح لون البحر أسود من كثرة من مات من الزنج ذلك اليوم.

إلتقى ملك البحر الأمير قيس وقال : لقد حققنا اليوم نصرا عظيما والآن سأذهب معك لأرى إبنتي.

لما رأت سوسنة أباها إرتمت في أحضانه وبكت ثم قالت له : سامحني فلقد عصيت أمرك.

لكنه ربت على كتفيها وأجاب : لقد أظهرت شجاعتك ولن أخاف عليك بعد الآن ، لكن أخبريني عن قصتك مع الأمير قيس.

إحمر وجهها ولم تجب ، نظر ملك البحر إلى قيس وقال : لقد مضى زمن طويل منذ أن إنقطعت صلتنا بأهل البر ،

لكن بإمكاننا البدئ بصفحة جديدة إذا شئتم.

رد الأمير : سيكون ذلك رائعا.

في هذه اللحظة جاء الشيخ عبد الله وقال : لقد وجدنا شيئا في سفينة ملك الزنج أعتقد أنه سيثير إهتمامكم ،

ثم مد لقيس جرابا من الجلد فتحه وإذا هو مليء بالرسائل.

نظر إليها الأمير بسرعة ثم هتف : لقد كان الوزير ميمون يتواصل مع الزنج وخططوا معا لكل شيء.

إقرأ أيضا: رجل له بنتان

حقا ذلك الوزير أخبث مما أتصور والصدفة وحدها هي التي جعلت سوسنة تعرف تدبيرهم.

وما يحيرني كيف وصلت هذه الرسائل إليهم وميمون محاصر في قلعة الجبل منذ شهرين.

قال ملك البحر : ذلك الجبل مليء بالكهوف والمغاور وأكثرها يمتد تحت الماء ،

سأرسل بعض الأسماك لتعرف من أين يدخل ويخرج رجال ميمون ونقطع عنهم المؤن والماء.

أجابت سوسنة : عندي فكرة لو نجحت سنخلص منه.

إستمع الحاضرون إليها ولما إنتهت من الكلام
قال الشيخ عبد الله : يا لها من حيلة لا تخطر على بال أحد ،

لكن الأول يجب أن نقبض على رسول ميمون ونجبره أن يتعاون معنا.

أجاب ملك البحر : أترك لي هذا الأمر لي فسأعرف كيف أقنعه.

بقيت الأسماك تدور حول الجبل المشرف على البحر وفي اليوم الثاني رأت زورقا صغيرا يتسلل من أحد المغاور ،

ولما علم ملك البحر جاء في خيله البرتقالية اللون وأحاطوا به وحين فتشوه وجدوا معه رسالة لملك الزنج يطلب فيه الزحف إلى القلعة ،

وبذلك يجد جيش السلطان نفسه محاصرا من جهتين فيتم إبادته لقد كانت خطّة محكمة من ميمون.

نظر ملك البحر إلى الرسول فوجده غلاما
فقال : إن تعاونت معنا سأعطيك ما تشاء من الجواهر وأزوجك ،

ثم رمى له صرة صغيرة ولما فتحها لمع منها اللؤلؤ والمرجان فاندهش الغلام وقال : سأفعل ما تريد.

رد ملك البحر : كل ما عليك فعله هو حمل رسالة إلى سيدك وتقول له :

لقد نزل الزنج في الجزيرة وسيكون لك ما وعدتك به انتظر قليلا من الوقت لكي لا يشك في أمرك ثم ارجع للقلعة.

بعد ساعات إنسحب جيش السلطان ووصلت رسالة إلى يد الوزير تقول :

أن القوم جاءوا لحربنا ، وعليك أن تغادر القلعة ، وتنضم لنا في المعركة.

إقرأ أيضا: في الليل سمع أقدام تتحرك خارج غرفته

قال ميمون في نفسه : لم تكن هذه الخطة لماذا تأخرتم في المجيء إلى هنا يا لكم من أغبياء ،

ثم صاح في رجاله إستعدوا للحرب سنخرج الليلة.

لكن ما إن إبتعد قليلا حتى وجد أمامه أفواجا من الصيادين بقيادة الأمير قيس والشيخ عبد الله ،

فذعر ميمون من كثرتهم وصاح في قومه إرجعوا إلى القلعة فإن نبالهم لن تخطئنا.

ولما هم بالرّجوع خرج جيش السلطان من خلف الأشجار رأى جماعة ميمون ذلك فهربوا في كل إتجاه ،

ولم يبقى معه إلا القلة من المخلصين.

فقال : لقد كنت مغفلا كان علي الإنتباه أن تلك الرسالة خدعة والأن ضاع كل شيء وسأحارب حتى الموت.

لكن مروان قبض عليه وأحضره أسيرا أمام الملك أيوب وسأله :

ماذا سنفعل به يا مولاي هل تريد أن أضرب عنقه؟

أجاب الملك : سيعلمنا أولا أين أخفى كنوزه فقلعة الجبل مليئة بالسراديب.

قال ميمون سأخبرك عن كل شيء ، ولكن أريد أن أعرف كيف هزمت أسطول الزنج ومن الذي دبر مكيدة الرسالة؟

أجاب الملك : هل تريد أن تعرف كل ذلك إنها تلك الحورية سوسنة.

صاح ميمون بأسف : لقد كانت في يدي وتركتها تفلت والآن أستحق كل ما يحصل لي.

في هذه الأثناء كان الأمير قيس جالسا في كوخ الشيخ عبد الله وقال له :

إن ابن عمي مروان يريد أن يخطب منك عائشة وقد إستحيا أن يكلمك.

أجاب الشيخ : إنه فتى شجاع ولقد أخرجني من سرداب القصر وعالجني وأنا ممتن له بذلك ،

لكن لا بد أن آخذ رأي إبنتي ، ثم ناداها ولما جاءت سألها : دون شك تعرفين مروان؟

أجابت نعم يا أبي ، وكيف لا أعرفه ، لقد حارب من أجلي ، وأنقذك من ميمون ، وفضله لا يمكن نسيانه.

قال الشيخ أعلم ذلك لكن أريدك لأمر آخر ثم سكت قليلا وقال : إنه يطلب يدك فما رأيك؟

إقرأ أيضا: لا تنخدع بلطف البعض

إبتسمت الفتاة ولم تقل شيئا.

ضحك عبد الله وقال : أفهم أنك موافقة وأنا أيضا موافق سنقيم لك عرسا عظيما ،

فأنت إبنتي الوحيدة وأريد أن أفرح بك قبل أن أموت.

ردت عائشة أطال الله في عمرك يا أبي وترى أحفادك وأولادهم.

كان الأمير قيس مطرقا برأسه فسأله الشيخ ما بك إني أراك شاردا تنهد وأجاب :

طبعا تعلم حبي لسوسنة المشكلة لا يمكننا أن نتزوّج فنحن من جنسين مختلفين.

قال الشيخ : لكل شيء حل هناك حكيم يعيش في كهف على جزيرة بعيدة لم أره من مدة طويلة ،

سنذهب إليه غدا وأرجو أن يزال على قيد الحياة فهو عجوز طاعن في السن.

ركبا الشيخ والأمير قيس زورقا وحملا معهما طعاما وأثوابا هدية له ولما وصلا إلى أحد الجزر الصغيرة شاهدا من بعيد دخانا ،

فصاح عبد الله بسعادة : إنه هناك هيا لنسرع فبعد ساعتين ينزل الظلام ولا يمكننا الرجوع.

لما إقتربا وقف الحكيم وتشمم الهواء وقال : هذا أنت يا شيخ عبد الله لم أرك منذ سنوات فما الذي جاء بك إلينا الليلة؟

أجاب الشيخ : لقد جئت مع إبن السلطان أيوب لأمر لم نجد له حلا.

قال الحكيم : وأخيرا أنجب الرجل إبنا لا زلت أذكره لما اشتكى لي أنه لم يرزق سوى البنات ،

والآن أخبرني يا ابن أيوب هل جاء بك الغرام؟

إني لا أراك لكن أحس نبضات قلبك من هي حبيبتك هل هي إنس أم جان؟

قال قيس : بارك الله في فراستك لقد رأيت ما بداخلي ومن تهواها نفسي هي حورية إبنة البحر.

أجاب الحكيم بدهشة : لقد خلقنا الله أجناسا كل واحد على حدة فما الذي دعاك إلى أن تحب ما ليس من جنسك؟

بكى الأمير وقال : جاء الحب دون إستئذان وطرق باب قلبي ومنذ ذلك اليوم وأنا هائم على نفسي ،

وهي أيضا تحبني ومحال أن نفترق إلا بالموت.

إقرأ أيضا: حورية البحر الجزء الخامس

فكر الحكيم وقال : هناك حل واحد لكن يجب أن تفكر جيدا فلا يمكن التراجع إن قمت به ،

ولا أحب أن يجيئ الوقت الذي تندم فيه يوما ما ستصبح سلطانا هل تتنازل عن مملكة أجدادك من أجلها؟

أجاب قيس : نعم سأفعل ذلك ثم سأله في لهفة وما هو هذا الحل يا معلم؟

قال الحكيم : إسمعني الأول لا يمكنك الزواج إلا إذا أصبحت سمكة مثلها ،

ذلك يعني أنك لن تعود للأرض مرة أخرى وستعيش بقية حياتك في البحر ،

تأكل طعامهم وتسبح طول النهار ستختفي قدماك ويكون لك ذيل فضي اللون.

قال قيس : لقد نزلت إلى مملكة البحر وكل ما هناك مدهش لا وجود للشر الذي في الأرض ،

ولا يتنافس أهلها على الدنيا فكل واحد يأخذ حاجته التي تكفيه وهم يمرحون طوال الوقت.

ولا يفكرون كثيرا في قوتهم فالبحر يعطيهم كل شيء هناك الكثير لنتعلمه منهم أيها الحكيم.

كان الرجل يستمع إليه ويهز رأسه من حين إلى آخر ثم قال له :

من هذه الناحية عندك حق فليس هناك أسوأ من بني آدم لكن ذلك لن يكفي لإقناع أباك السلطان أيوب ،

الذي أمضى عمره وهو ينتظر مجيئك وأمك التي ستحزن على فراقك هل فكرت في هذا؟

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?