خرج من بيته مستاء بعد أسبوعين من الزواج
خرج من بيته مستاء بعد أسبوعين من الزواج حيث بدأت الخلافات واختلاف الطباع والعادات ،
حتى صار الخلاف على كل شيء ولكل وجهة نظر.
ذهب لمجالسة أصحابه في مقهى إعتاده ، لاحظوا تغير مزاجه وبدأ كل واحد يلقي بكلمة :
كلما رأيتها تُحاول إبداء وجهة نظر مخالفة عاقبها كيلا تعتاد على فرض شيء.
ويهتف آخر :
كلما أصابك الضيق بسببها أخرج واتركها ستنهار ضيقا وبكاءً لأنك تلاشيتها.
ويُؤكد آخر :
لا تُبالي لأفعالها ولا تهتم وتُظهر الضيق لئلا تستغل ذلك وتزداد عنادًا.
ثم قال آخرهم :
النساء في هذه الفترة أكثر ما تخافه هو الفراق بسبب الخلاف ،
لأن أهاليهم لن يسمحوا بذلك وسيرغموهن على العودة ، هددها بالطلاق ستسكت تمامًا ولن تُزعجك مرة أخرى.
أخذ كلماتهم وقرر أن يُطبقها كيلا تتمادى وتسوء الحياة ،
وأكمل جلسته المليئة بنصائح الأصدقاء ثم قام عائدًا لبيته ليُنفذ ما سمع وامتلأت به أذنه ثم قام كل واحد فيهم للعودة لبيته.
لكن من حسن حظه إصطدم بزميل دراسة باعدت بينهم ظروف الحياة وما التقوا منذ أعوام ،
تعانقا وأخبره أنه منذ لحظات فقط كان يجالس باقي الرفاق وتحدث كل واحد عن ظروف حياته الحالية وقال الزميل :
تزوجت الحمد لله منذ سنة وزوجتي ستضع مولودتنا قريبًا.
إبتسم هو وقال : تزوجت منذ أسبوعين.
فهم الآخر أن الرجل ليس بسعيد فقال :
أسبوعان وتُجالس رفاقك هذه الساعة ؟
إقرأ أيضا: مهندس بترول توفيت زوجته وتركت له ثلاثة من الأبناء
سأله : وما المشكلة ؟
أجاب : المشكلة أن هذه الفترة لكما ، لتتعارفا ويعتاد كل واحد على الآخر ، تصلان لنقطة تجتمع فيها وجهاتكم المتطابقة.
لا تطابق بيننا أبدًا ، خلاف على كل شيء.
بالهدوء والتريث والوقت سيتغير كل شيء ، السنوات الأولى من الزواج ممتلئة بالمشاكل والخلافات ،
فأنت من بيت وهي من آخر ومن الطبيعي أن تختلف الطباع والعادات ، لكن بالحب يمر كل شيء ،
بالهدوء يحترم كل واحد الآخر ، بالرخاء في حين والشدة في حين تسير الأمور بشكل طبيعي ،
بالإهتمام والنقاش للوصول لنقطة تلاقي يُحل كل شيء بهدوء ،
مرة بعد مرة ستجد نفسك تبتعد عما يزعجها وتجدها هي الأخرى تحاول الإبتعاد تمامًا عما يُزعجك ،
لا تفرض رأيك وتلغي شخصيتها فحتما ستصاب بالضيق ومن ثم ستكون الحياة صعبة والخلافات قائمة لأن الضيق موجود ،
إهتم لأمرها وقدم وجهة نظرك بهدوء وليس بالأمر.
كان يسمعه بوجه عابس في البداية لكن ما لبث أن انفرجت أساريره وتقبل كلماته وكأنها بلسم ،
سأله بصوتٍ يخلو من الضيق : هل تفعل أنت ذلك ؟
بالطبع أفعل ذلك وكانت تلك النصائح أيضًا من صديق لي بالعمل ولما امتثلت التريث في الأمور ومحاولة التماسك عند الخلاف ،
وتقديم الحب والإهتمام في أوقات تعبها وانهماكها كنت أرى النتيجة في نفسيتها الهادئة ،
ومحاولاتها الدائمة في محاولة تقديم أفضل ما أقدم لها.
فمن المستحيل أن تقدم لها الشيكولاتة مثلًا وأنت عائد للبيت فتخلق خلافًا ،
بل بالعكس تذوب الخلافات تمامًا بتقديم كلمة بسيطة أو رسالة هادئة ،
والأهم من كل ذلك ألا تتحدث عن خلافاتك معها وعن ضيق نفسك مع أحد ، ناقشها معها بهدوء.
إقرأ أيضا: بعد زواجي بشهر واحد وفي الثامنة مساء من ليلة باردة
ثم ابتسم الزميل وأردف : جرب أن تُرسل الآن رسالة لطيفة وتحمل معك قطعة شيكولاتة واحدة ،
أو وردة أو على الأقل تدخل عليها بوجه باسم مُناديًا باسمها وانتظر النتيجة.
ودع زميله بعدما أخذ رقمه بدافع دعوته للعشاء وزوجته في يوم قريب ،
ونفذ ما أخبره به صديقه وما امتلأت به روحه من حلو الكلام والتفاؤل وعاد لبيته فوجدها في إنتظاره ،
بوجهٍ يعلوه السعادة والبهجة وراحت تعتذر له ويعتذر لها ، ويُخبرها بلقاء زميل دراسة يا ليته كان صديقه المقرب.
ليس كل من اقترب منك وجالسك صديق فربما حطم حياتك بوجهة نظره الخاطئة ومنهاج حياته ،
البعيد كل البعد عن الأخلاق والدين ، بينما ربما تتعثر في طريقك بزميل ما اختلطت به يومًا لكنه كان الأجدر بكل الحب والصداقة ،
جالس من يُصلحون حياتك وقلل ممن يُقدمون لك الخراب بكل سهولة ،
فالزواج يحتاج إلى الرخاء والشدة واحترام الطرف الآخر وتبادل وجهات النظر ،
والاعتذار وتقديم الحب وإلا ستكون الحياة مليئة بعناء شديد.