خرج هرمز قائد الفرس من جيشه على فرسه يطلب المبارزة وصرخ أين خالد؟! فخرج خالد بن الوليد على خيله لمنازلة هذا الطاغية.
اقترب خالد بن الوليد رضي الله عنه من هرمز كثيرا وكان الإثنان أقرب إلى جيش الفرس من جيش المسلمين.
نزل هرمز من خيله وأعطى إشارة لخالد بأن قاتلني على الأرض إن كنت بطل ، فقبل خالد تحديه ونزل من على فرسه.
قام هرمز بضرب خيله وأرجعها إلى الجيش ، وقام خالد بفعل نفس الشيء.
مشهد توتر والكل في ترقب ، بدأ الجيشان يراقبان هذا الوضع بكل توتر قائد المسلمين الأعلى يقاتل قائد الفرس الأعلى ،
نادرا ما يحدث هذا في التاريخ!
والقائدان يقاتلان وهما ماشيان وهذا يعني بالتأكيد موت أحدهما ، فليس هناك مجال للهرب!
غدر وخيانة هرمز الطاغية
قبل بداية المبارزة كان هرمز قد جهز خمسة من فرسانه الأقوياء للغدر بخالد بن الوليد رضي الله عنه مع بداية المبارزة ، وتلاحم سيفي القائدان.
أعطى هرمز الإشارة لفرسانه ، فقاموا بالهجوم على خالد يريدون قتله!
خالد انتبه إلى الأمر وأدرك أن الموت قد اقترب منه لأن المسلمين بعيدين عنه وسيصل هؤلاء الفرسان قبلهم ،
ولا يستطيع أن يواجه خمسة فرسان وهرمز وهو لوحده.
عندها خالد شاهد الموت بعينه!
القعقاع بن عمرو
سبحان الله بعين ثاقبة وحاده استطاع القعقاع بن عمرو التميمي أن يشاهد الخيالة في بداية تحركهم ،
وأيقن أنها حيلة للغدر بخالد ، فانطلق كالسهم من على خيله دون أن يخبر أحدا من المسلمين ،
عسى أن يدرك خالدا وينقذه.
وبالفعل ما كاد خالد يدافع قليلا عن نفسه إلا وصل القعقاع بن عمرو التميمي وقتل الفارس الأول.
إقرأ أيضا: قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع الغراب
ولم يمهل الثاني طويلا حتى قتله.
عندها وصل مجموعة من المسلمين وأصبحت هناك مجموعة من المبارزات الفردية.
خالد بن الوليد وهرمز بعد أن نجا خالد بن الوليد رضي الله عنه من الموت بفضل من الله ثم بمساعدة القعقاع ،
تلاحم خالد مع هرمز وأبرز مهاره فائقة في القتال ، أدهشت هرمز وبعد عدة دقائق يقوم خالد واقفا على قدميه.
وفيه يده سيفه المغطى بدماء قائد الفرس.
صدمة الفرس وفرحة المسلمين مع مقتل هرمز
أصيب الفرس بصدمة ، كيف يقتل قائدهم من العرب وهم كانوا يعتبرون العرب لا شيء بالنسبة لدولتهم وحضارتهم وجيوشهم ،
لم يمهلهم سيف الله المسلول حتى يفيقوا من هذه الصدمة ، فيأمر جيشه بالهجوم العام على جيش الفرس.
لم يستطع الفرس الصمود طويلا بسبب غياب القائد وغياب التنظيم ،
فتبعثرت صفوفهم واخترق المسلمون جيشهم وقتلوا فيهم قتلا عظيما حتى استطاع المسلمون الإنتصار في هذه المعركة العظيمة ،
بقيادة أكفأ قائد عسكري في التاريخ ( خالد بن الوليد )
تلك المعركة وقعت على عهد أبي بكر رضي الله عنه في كاظمة ، وسميت معركة كاظمة نسبة إلى اسمها ،
وأيضا سميت بمعركة ذات السلاسل نسبة إلى استخدام الفرس للسلاسل لربط بعض الألوية من جيوشهم
ذاك خالد وتلك طريقة خالد في القتال ، قائد حُق للمسلمين أن يفتخروا به وبتاريخه العظيم.