خطر الإستعانة بالجان حتى ولو كان مسلما
خطر الإستعانة بالجان حتى ولو كان مسلما
لقد كثر الحديث عن الإستعانة بالجان في الكشف والعلاج للمرضى وغيرهم ، فأصبح هنالك من يؤيد وآخر يمنع ذلك.
تعريف الإستعانة هو إسم ، هو بحاجة للوصول إلى مقصده بمساعدة ما ووسيلة من الوسائل.
وهنالك الإستعانة بالله واستعانة بغيره ، والإستعانة بالله سبحانه وتعالى مطلوبة في كل شيء مادي أو معنوي ،
وما أكثر ما نقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) وقال تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) 45 البقرة.
وأما الإستعانة بغير الله تعالى فإما أن تكون بالإنس أو الجن ،
فإن كانت بالإنس كانت جائزة فيما يقدر عليه من خير لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى )
وأما إذا كانت بالجن فهي تكون شركا وكفرا لقوله تعالى
( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن 6.
ولقد جاز البعض الإستعانة بهم لإستناد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في زمنه وقت الحاجة الماسة.
ولكن لنظر بحق في المستعان به هل هو مسلم حقا؟ وكيف نتأكد منه ،
ومعرفة وسائل الإتصال به وما هي طلباتهم ، وهذا أمر يصعب معرفته ودياناتهم الحقيقية وصدقهم.
ونادرة أو طرفة حصلت لي قبل سنين طويلة ، كنت أقرأ على أحد ، وأردد قوله تعالى ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
وأنفث في وجه المصاب بالماء ، وأصمت قليلا ، وأعود وأكرر ،
فما كان من الخبيث الجان وعلى لسان المصاب يصرح ويقول يا شيخ أكمل الآية ، فلم أهتم به.
وأكرر أيضا وأنفث في وجهه بالماء المرقي ، ثم قال يا شيخ هذه من آية الكرسي وأنا أحفظها وأنا مسلم.
وإني ممكن أساعدك ، فلم أهتم به أيضا ، ولكنه أكمل الآية.
وفي المرة الثالثة قلت اسكت يا خبيث ، وواصلت قول الله تعالى :
إقرأ أيضا: لا يعمل المؤمن عملا إلّا بتوفيق اللهِ وهِدايتِه
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) من سورة ال عمران.
فكررت قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ.
فصرخ وقال كفى يا شيخ ، إني ليس بمسلم ، إني من ، وبدأ يتمتم ، وقال لقد كذبت على الكثير من بني جنسك ،
ولكني حفظت القرآن من كثرة التلاوات وكنت أقاوم.
المهم تعافى الشخص بأمر الله وفضله والحمد لله الذي سخرني إليه.
ولقد مرت بنا حالات كثيرة ولبعض المعالجين الأفاضل ذو الخبرة والدراية في علم الجان مما ذكروا بأن الجان يصرح بأنه مسلم وأنه مرغم على ذلك.
ولكن بعد الضغط عليه بالآيات المعنية للحالة يعترف بأنه يهودي أو نصراني أو غير ذلك ، وحفظ القرآن من كثرة ما يقرأ.
ولقد سبق وأن ذكر شيخ الإسلام رحمه الله ابن تيمية في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوي ،
بأن استخدام الجن له ثلاث حالات :
أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائبا عنه في تبلغ الشرع.
أن يستخدم في أمور مباحة بشرط أن تكون الوسيلة مباحة.
وأن يستخدم في أمور محرمة.
ولكن للأسف قد أولو بعض المعالجين في إيضاح الإستعانة بالجن ،
( لا يجوز استعمال الجن في شتي الامور )
ولقد كان لنا أسوة حسنة في رسول الله صل الله عليه وسلم وصحابته.
وقد كان رسول صل الله عليه وسلم في أمس الحاجة إلى من يعينه في أمر القتال وكشف أسرار الأعداء ،
ولم يستخدم أحدا من مسلمي الجن ناهيك عن كفارهم.
وحينما ألقي سيدنا ابراهيم عليه السلام لم يطلب من ملك مقرب أو غيره ،
وإنما الله سبحانه وتعالى خاطب النار مباشرة دون واسطة ( يا نار كوني …).