خطيبتي تجادلني دائمًا لذا لا أريد الاستمرار
قالها الخطيب لأمه مستاءً من خطيبته التي تتجادل معه أغلب الأحيان كلما طلب منها أمرًا أو أخبرها بتفضيله لألوان معينة في الأثاث
وما إلى ذلك من استعدادات الزواج ، حاولت الأم تهدئته قائلة :
-لا تُؤخذ الأمور هكذا .
وكيف تُؤخذ إذًا ؟
لم يمر سوى شهر واحد على الخطبة ، لم تعرفك ولم تعرفها بعد .
أريد قول الكلمة فتُنفذ دون جدال .
عرفت الأم أن ابنها مخطئ لذا أصرت على حل المشكلة بكل حِكمة لتدارك الكثير بعد ذلك.
فاتصلت على الأهل والأصدقاء وقامت بدعوتهم إلى العشاء مساء اليوم ثم دخلت لغرفة ابنها تُخبره بالذهاب لإحضار الكثير من الطلبات لقدوم الزائرين ليلًا ، استاء كثيرًا وقال بضيق :
كيف تُقررين هكذا فجأة يا أمي دون النقاش معي إن كان يمكنني الخروج أم لا ؟
لا تُجادلني هل تريد رفض طلبات أمك ؟
ثم تركته ودخلت للمطبخ لتجهيز بعض ما تحتاجه من الحلوى والمشروبات ،
خرج بالفعل من البيت لإحضار ما طلبته وداخله يشتعل غضبًا مما فعلته أمه دون الإكتراث لراحته أو إرادته .
حين حضر الجميع أشارت إليه أمه أن يخرج من البيت لأن صديقاتها مقيدات الحركة في وجوده ،
فلما همّ بإبداء رأيه أن يمكث في غرفته أو الصعود للطابق العلوي ولا يخرج قاطعته بحدة :
لا تجادلني ، أتريد إحراج أمك ؟
إقرأ أيضا: قصة عن قيمة سماع النصيحة
استعد بالفعل للخروج والذهاب عند صديق له فلحقت به أمه عند الباب وطلبت منه أن يصعد للطابق العلوي بدلًا من الذهاب ثم أردفت دون سماع جوابه :
لا تُجادلني ، ألا تريد أن تبقى بجانب أمك إن احتاجتك!
لكنه هذه المرة أصر على الذهاب بضجر شديد من هذه الطريقة التي تُفرض عليه كل ما يضايقه
فلو استمعت منه حين همّ بالحديث لعلمت أنه أراد ذلك من البداية .
عاد في منتصف الليل ليجد أمه في انتظاره وقد أشارت إليه أن يأتي للجلوس معها ،
ذهب معاتبًا لها مستنكرًا كل أفعالها وعدم اكتراثها للنقاش معه أولًا لترتيب الأخر معًا بدلا من فرض الأمور هكذا .
ابتسمت الأم وعرفت أنه فهم الدرس فقالت :
هذا ما تعانيه معك خطيبتك ، تفرض عليها كل شيء دون جِدال ، فإن حاولت النقاش تحسبه أنت جِدال فتهجرها ،
لكن في النهاية ستهجرك هي كما فعلت أنت في آخر طلبٍ لي ، تركتني وذهبت لأنك سئمت من عدم السماح لك بإبداء رأيك ،
هكذا هي تمامًا تحب أن تناقشك ربما لها رأي صائب سيقنعك لو استمعت .
نظر لها وقد فهم المغزى وقبّل رأسها وهمّ بالذهاب لغرفته ليتحدث مع خطيبته بهدوء آخذًا بنصيحة أمه فقالت :
ليستمر الحب يجب أن يشعر كلا الطرفين بالراحة ولا تأتي الراحة إلا بالتفاهم والنقاش واحترام القرارات .
تُبنى العلاقات الدائمة على أُسس أهمها الإحترام والتقدير والعمل على راحة الطرفين معًا بالوصول لمنطقة مناسبة لكليهما .