خطيبي أستاذ فيزياء في الثانوية ، لم أكن أعرفه سابقا بعكسه هو الذي أعجب بي وقرر خطبتي مباشرة من والدي ،
طلبت منه مهلة للتفكير فقد كنت على مقربة من اجتياز امتحان البكالوريا حتى أتمكن من التركيز جيدا على امتحاناتي ،
وبعدها سأفكر في عرضه ثم أجيبه على مهلي ، وخلال تلك الفترة لم نتحدث مع بعض كون الأمر لم يصبح رسميا بيننا بعد.
وفي احدى اليالي التي تسبق الإمتحان ، كنت أراجع مادة الفيزياء فاستصعبت بعض الامور ، حاولت حلها بمفردي فلم أقدر،
فارتأيت مراسلته عبر صفحته الخاصة ترددت كثيرا بداية لكن بعد اخذ و رد قررت فعل ذلك في الأخير
على شرط إخفاء هويتي عنه ، راسلته وكأني مجرد طالبة تطلب مساعدة أستاذها.
رد على رسالتي سريعا وأثناء حديثنا سألني عن إسمي فأجبته كون الأسماء تتشابه ولا يمكنه معرفتي من مجرد اسم ،
ثم سألني عن الأستاذ الذي يدرسني فأجبته دون تفكير عندها أدرك أني هي نفسها خطيبته كونه يعرف تقريبا كل شيء عني وأنا لا أعلم !
عندها قال لي ” سأرسل لك ملخصا عن أهم الأسئلة التي تدور في رأسك “
وانتظرت ملخصه دون أن أدرك أنه قد تعرف علي ، حتى وصلتني رسالته فقرأتها :
إقرأ أيضا: لم لا تتزوج ؟
يا أوكسجيني
إن سألوك عن مصدر الجاذبية فحديثهم عن جمال عينيك ، أخبريهم أن كل الاجسام تهوي إلى الاسفل إلا عيوني لا تهوي إلا عليك حتى وإن كنت في مكان أعلى !!
إن سألوك عن أسماء السوائل التي تتبخر فحدثيهم عن دموع حزنك حين تتبخر وأنت قربي في قمة الرضى والسعادة .
أخبريهم أن حرارة الشوق تذيب قلوبا أرهقها زمن طويل من الإنتظار ، وأن الكلمات الدافئة التي نخفيها داخلنا تغدو جامدة مع الأيام من برودة الصمت والإهمال.
إن سألوك عن الهيدروجين ، أخبريهم أني لست ساما ، أنا فقط أحتاج إلى أوكسجينتي لأصنع بقربها أجمل مصدر للحياة.
أخبريهم أن لون الحب شفاف كالماء ، و أن الورود التي تجمعنا فقاعات حلقت عاليا في الهواء،
وأن الخاتم الذي سألبسه لك على رأسه جوهرة إلكترونية الشكل لا أقبل أن تنتزع ولو صعقت أصابعك بالكهرباء!
أخبريهم أن بسمتك شحنة سعادة رهيبة تستحق مني كل العناء.