خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كانَ عن ظَهْرِ غِنًى وابْدَأْ بمَن تَعُولُ
خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كانَ عن ظَهْرِ غِنًى وابْدَأْ بمَن تَعُولُ
الراوي : أبو هريرة
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة : 1426
جاءتْ شرائع الإسلام كلها وسطا بين الإفراطِ والتَّفريط ، ومنها الصَّدقة ؛
فأفْضَلُ الصَّدقة كما يُخبرُ صل الله عليه وسلم في هذا الحديث ،
أنَّ خيرَ الصَّدقةِ ما أخرَجَه الإنسانُ مِن مالِه بعْدَ القِيامِ بحُقوقِ النَّفْسِ والعِيال ،
بحيثُ لا يَصيرُ المُتصدِّقُ محتاجًا بعْدَ صدقتِه إلى أحد ؛ فهذه هي الصَّدقةُ التي عنْ ظَهرِ غِنًى.
ثم قال صل الله عليه وسلم : «وابدَأْ بمَنْ تَعولُ»
وهذا دَليل على أن النفقة على الأهل أفضل مِن الصَّدَقة ؛ لأن الصدَقةَ تطَوُّع ، والنَّفَقةَ على الأهلِ فريضة ،
وهذا مِن التَّربيةِ النَّبويَّةِ ، وترتيبِ الأولويات في النَّفقة ؛ حتَّى يَكفِيَ المرءُ أهْلَه ومَن تَلزَمُه نفَقتُه ، ثمَّ يتَصدَّقَ عن ظَهرِ غِنًى.
وفي الحديث : تقديمُ نفقة نفْسِه وعِيالِه ؛ لأنَّها مُنحصِرةٌ فيه ، بخلافِ نفقة غيرِهم.
وفيه : أن الإنسان لا يتصدَّقُ بكل ما عنده.
الإبتداء بالأهم ، فالأهم في الأمور الشَّرعيَّةِ.
وفيه : أن النفَقةَ على الأهلِ ومَن يَعولُهمُ الإنسانُ تُحسَبُ صدَقةً إذا إحتسبها الإنسان.