دخلت المسجد مبكرا في صلاة التراويح

دخلت المسجد مبكرا في صلاة التراويح في إحدى ليالي رمضان ، فأدركت مكانا في الصف الأول ،

وكان ذلك قبل أن يؤذن المؤذن أذان العشاء.

فلما إنتهى المؤذن من أذانه ، ولم يكن في المسجد إلا صفان ،

أخرج عطرا من أغلى العطور الذي أعطاه إياه بعض الأثرياء ، وطاف به علينا فعطرنا جميعا.

ثم طاف بعدها علينا بمبخرة ينبعث منها ريح بخور طيب عبَّق المكان والأبدان ،

ثم إنشغل كل منا بالقرآن يقرؤه أو بالسنة يصليها.

لكن المشهد هذا أيقظ في نفسي معنى أوجعني وأفرحني في آن واحد.

إذا كان هذا تكريم الخلق لأهل الصف الأول في الدنيا فكيف بتكريم الله لهم في الآخرة؟!
كيف بعطر الآخرة ومباخر الجنة؟!

فاز والله السباقون ، وسعِد والله الحاجزون لأنفسهم أماكن في أوائل الصفوف ، حيث أول من ينظر الله إليهم خلف الإمام.

لو قلت لكم : إن عطر الصف الأول ما زال عبقه في أنفي حتى الساعة ما كذبتكم ،

فكيف بعطر الصف الأول عندما يطيبهم الله في الآخرة؟!

الآن فقط علمت سبب ألم الصحابة وخوفهم لما قال صل الله عليه وسلم :

إن الله وملائكته ليصلون على أهل الصف الأول ثلاث مرات ،

وفي كل مرة يصرخ الصحابة متوجعين خائفين :

يا رسول الله ، وعلى الصف الثاني!

فلما رأى خوفهم أن يسجلوا عند الله متأخرين قال : وعلى الصف الثاني.

إقرأ أيضا: عندما جاء الأمر لإبليس بالسجود

فإذا علمت كذلك أن سرعة دخولك الجنة على قدر مكانك في الصف لازددت وجعا وألما لطول تأخرك ،

بينما بعض شيبان الحي يحجزون أماكنهم في الصف الأول منذ زمن طويل.

ألم تسمع لقوله صل الله عليه وسلم : لا تتأخروا فيؤخركم الله ، فإن الرجل ليتأخر حتى يتأخر عن الجنة إن دخلها.

متعوا أنفسكم بنعيم القرب والسبق يا رفاق ،
فلو لم يكن لك من الصف الأول إلا روعة الريح التي شممتها بنفسي لكفى ،

فكيف بروائح الآخرة؟!

أسرعوا إلى الله يا شباب ، فما قيمة العافية إن لم يكن أصحابها أول من ينظر الله إليهم.

Exit mobile version