دخل أحد الأشخاص على الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه وقال له :
أريد أن أعرف ، أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟
فقال له الشيخ : إن الله أرحم بعباده ، فلم يجعل موازينهم في أيدي أمثالهم ، فميزان كل إنسان في يد نفسه.
قال الرجل : كيف؟
قال : لأنك تستطيع أن تغش الناس ولكنك لا تغش نفسك ، ميزانك في يديك.
تستطيع أن تعرف أأنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة.
فقال الرجل : وكيف ذلك؟
فرد الشيخ : إذا دخل عليك من يعطيك مالا ، ودخل عليك من يأخذ منك صدقة ، فبأيهما تفرح ؟
فسكت الرجل.
فقال الشيخ : إذا كنت تفرح بمن يعطيك مالا فأنت من أهل الدنيا ،
وإذا كنت تفرح بمن يأخذ منك صدقة فأنت من أهل الآخرة!
فإن الإنسان يفرح بمن يقدم له ما يحبه ، فالذي يعطيني مالا يعطيني الدنيا ،
والذي يأخذ مني صدقة يعطيني الآخرة.
فإن كنت من أهل الآخرة ، فافرح بمن يأخذ منك صدقة أكثر من فرحك بمن يعطيك مالا!
فأخذ الرجل يردد : سبحان الله!
قال الشيخ : لذلك كان بعض الصالحين إذا دخل عليه من يريد صدقة ، كان يقول له متهللا :
مرحبا بمن جاء يحمل حسناتي إلى الآخرة بغير أجر ، ويستقبله بالفرحة والترحاب.
قال الشيخ : سر في ركابهم تلحق بهم ، إن لم تكون مثلهم فتشبه بهم إن التشبه بالكرام فلاح.
إن جاءك المهموم أنصت ، وإن جاءك المعتذر إصفح ، وإن جاءك المحتاج أنفق.
ليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف ،
ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية.