دخل الطبيب الجراح إلى المستشفى لإجراء عملية عاجلة لأحد المرضى
دخل الطبيب الجراح إلى المستشفى لإجراء عملية عاجلة لأحد المرضى
وقبل أن يدخل غرفة العمليات صرخ والد المريض بوجهه قائلاً :
لمَ التّأخر ؟ إنّ حياة ابني في خطر ، أليس لديك إحساس ؟!
ابتسم الطبيبُ بوجهه ابتسامة فاترة وقال له :
أرجوك أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي وسيكون إبنك بخير.
فردّ عليه والد المريض : ما أبردكَ يا أخي !
لو كان المريض ابنكَ أكنتَ ستهدأ ؟!
ما أسهل موعظة الآخرين !
تركه الطبيبُ دون أن ينبس ببنت شفة ودخل غرفة العمليّات خرج الطبيبُ بعد ساعتين وقال لوالد المريض :
إنّ إبنك بخير وسينجو ، والآن اعذرني فأنا على موعدٍ آخر ومضى في طريقه دون أن يسمع سؤالاً آخر.
وعندما خرجت الممرضة سألها والد المريض :
ما بال هذا الطبيب المغرور ؟!
فقالت له : لقد توفيَ ولده في حادث سير منذ قليل ومع ذلك لبّى الإستدعاء عندما علم حالة ابنك الحرجة !
الدّرس الأوّل :
البعض أرقى كثيراً مما تظن فلا تستبق الأمور
وراء كل مشهدٍ تراه ، مشهدٌ لا تراه.
وفي داخل كلّ شخص تعرفه شخص لا تعرفه
والأشياء تكون أحياناً على عكس ما تبدو ،
ما يبدو موقفاً في غاية النُبل
قد لا يكون سوى وظيفة !
على الشّخص أن يؤدّي فيها هذا الدّور
وما يبدو عكس ذلك ،
قد يكون هو التّصرف الوحيد المتاح
على العكس قد يكون نبلاً وأنت لا تراه.
وقد قال عمر : ليس الفَطِنُ من يعرف الخير من الشّر وإنما الفَطِن من يعرف خير الشّرين !
إقرأ أيضا: قصة الوالي وأهل القرية
الدّرس الثّاني :
لا يمكنك أن تفهم تصرفاً ما. إلا إذا فهمتَ العقليّة التي أنتجته ، فالنّاس صنيعة تربيتهم وقيمهم وعاداتهم.
وقد يكونون أحياناً ضحايا كلّ هذه الأشياء
ليس المطلوب منك أن تبحث عن مبرر لكل سلوك لا يُعجبك.
الخطأ يبقى خطأً نهاية المطاف
ولكن عندما نحاول أن نفهم الباعث على السلوك ،
قد يتحوّل الغضب من شخص ما إلى شفقة عليه ،تخيّل مثلاً أنّك وُلدتَ ومتّ في قريش قبل البعثة.
وقدّر ما هي احتمالية أن تعبد صنماً
في بيئة تولد فيها وتحشوك بمعتقدات خاطئة ،
لهذا عندما وقف القرشيّون في وجه الدّعوة الشّريفة بادىء الأمر ، إنّما كانوا يقفون مع معتقداتهم وتربيتهم وقيمهم.
لهذا من زاوية ما هم ضحايا أكثر منهم جُناة !
وهكذا هم النّاس في كل عصر كثيرون منهم ضحايا لا جُناة !
الدّرس الثّالث :
ظروفك لنفسكَ وتصرّفاتك للنّاس !
فلا تدع ظروفك تحكم تصرّفاتك
فالنّاس ليسوا مضطّرين أن يدفعوا ثمن ظروفك.
مشاكل بيتك لكَ والنّاس ليسوا فشّة خلق
ومشاكلك المادية لك والنّاس ليسوا أكياس ملاكمة تُفرّغ فيها غضبك.
فإذا كانت مشاكلك في البيت فلا تحملها معك إلى العمل ، وإذا كانت مشاكلك في العمل فلا تحملها معك إلى البيت.
والعصبيّة لا تحلّ المشاكل وإنّما تُعقّدها
والغضبُ يُحوّل النّاس من حولك من متعاطفين إلى لائمين !
الدّرس الرّابع :
اضبط نفسكَ
النّفسُ عند الغضب كالفرس الجامحة
تلبطُ كلّ من يقترب منها ،
وتذكّر دوماً أن أغلب المشاكل
حلّها عن طريق العقل لا عن طريق العضلات !
تخاصمت الرّيحُ مرّة مع النوم
فقالت الرّيح للنوم : أنا أقوى منك
فقال لها النوم : بل أنا أقوى !
واتفقا أن يتباريا
وصادفا طفلاً جائعاً يحمل رغيفاً
وكانت المباراة أنّ من يأخذ الرغيف من الطفل فهو الأقوى.
بدأت الرّيح تعصف بالصبيّ وهو متشبث بالرّغيف ، حملته وطرحته أرضاً دون جدوى
وعندما يئستْ منه ،
حان وقت النّوم ، ألقى النوم شباكه على الصبيّ وأخذ منه الرّغيف دون جهد
فلا تكن لكَ عضلات الرّيح
الكثير من المشاكل يحتاج إلى رقّة النوم !