درر من أقوال السلف
درر من أقوال السلف
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
قال تعالى : ﴿ما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ﴾.
والمراد بالحسنة والسيئة هنا النعم والمصائب التي تصيب العبد من الله ، ولهذا قال : ما أصابك. ولم يقل : ما أصبت.
فكل نقص وبلاء وشر في الدنيا والآخرة ، فسببه الذنوب ، ومخالفة أوامر الرب.
مدارج السالكين (١/ ٤٢٤)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
أحب القلوب إلى الله سبحانه قلب قد تمكنت منه هذه الكسرة ، وملكته هذه الذلة ،
فهو ناكس الرأس بين يدي ربه ، لا يرفع رأسه إليه حياء وخجلا من الله.
قيل لبعض العارفين : أيسجد القلب؟
قال : نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء ، فهذا سجود القلب.
مدارج السالكين (١/ ٤٢٨)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
فما الظن بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده ، ومن الوالدة بولدها إذا فر عبد إليه ، وهرب من عدوه إليه ،
وألقى بنفسه طريحا ببابه ، يمرغ خده في ثرى أعتابه باكيا بين يديه ، يقول : يا رب ، يا رب ،
ارحم من لا راحم له سواك ، ولا ناصر له سواك.
مدارج السالكين (١/ ٤٢٩)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
قال تعالى : ﴿ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ﴾.
إقرأ أيضا: عجائب الإستغفار في منظور القرآن الكريم
أطلق الحكمة ولم يقيدها بوصف الحسنة ، إذ كلها حسنة ، ووصف الحسن لها ذاتي ، وأما الموعظة فقيدها بوصف الإحسان ،
إذ ليس كل موعظة حسنة ، وكذلك الجدل قد يكون بالتي هي أحسن ، وقد يكون بغير ذلك.
مدارج السالكين (١/ ٤٤٤)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
فإن اتباع الهوى يطمس نور العقل ، ويعمي بصيرة القلب ، ويصد عن اتباع الحق ، ويضل عن الطريق المستقيم ،
فلا تحصل بصيرة العبرة معه البتة ، والعبد إذا اتبع هواه فسد رأيه ونظره ،
فأرته نفسه الحسن في صورة القبيح ، والقبيح في صورة الحسن.
مدارج السالكين (١/ ٤٤٨)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
فأما قصر الأمل : فهو العلم بقرب الرحيل ، وسرعة انقضاء مدة الحياة ، وهو من أنفع الأمور للقلب ،
فإنه يبعثه على معاصفة الأيام ، وانتهاز الفرص التي تمر مر السحاب ،
ومبادرة طي صحائف الأعمال ، ويثير ساكن عزماته إلى دار البقاء.
مدارج السالكين (١/ ٤٤٨)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى :
ويكفي في قصر الأمل قوله تعالى : ﴿أَفَرَأَيتَ إِن مَتَّعناهُم سِنينَ۞ ثُمَّ جاءَهُم ما كانوا يوعَدونَ ۞ ما أَغنى عَنهُم ما كانوا يُمَتَّعونَ﴾.
وقوله تعالى : ﴿وَيَومَ يَحشُرُهُم كَأَن لَم يَلبَثوا إِلّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ﴾.
مدارج السالكين (١/ ٤٤٤)