دعي رجل كفيف إلى تناول وجبة عشاء عند أحد سكان قريته
دعي رجل كفيف إلى تناول وجبة عشاء عند أحد سكان قريته ، فلما انتهى الجميع من تناول تلك الوجبة ،
بدؤوا يتبادلون أطراف الحديث حتى ساعة متأخرة من الليل ، عندها استأذن ذلك الأعمى ليعود أدراجه.
وعندما جلب له صديقه مصباحا كي ينير له الطريق أثناء عودته ، ضحك الأعمى وقال لصديقه :
ألا ترى بأني أعمى ومصباحك هذا لن أستفيد منه ، لأني لن أرى أبدا نوره؟
وفوق ذلك أنا معتاد على السير وحدي بلا مصباح ، وما أصابني مكروه.
ولكن صديقه أصر على أن يحمل معه المصباح ، وقال له أعلم بأنك لن ترى نور المصباح ،
ولكنه على الأقل سيجعل الآخرين يرونك فلا يصطدمون بك في ظلمة الليل.
وعندما قبل الأعمى أن يحمل المصباح في طريقه إلى بيته إذ بشخص يصطدم به بقوة ،
قال له الأعمى يالك من أعمى ألم تر نور المصباح؟
فرد الرجل ولكن يا سيدي مصباحك مطفأ!
نال الأعمى ما ناله لأنه اعتمد على نور المصباح ولم يعتمد على نور بصيرته ،
فهي نور دربه الذي يعتمد عليه ، فأصبح يمشي وهو واثق بأن الكل سيرى نور مصباحه ،
فعطل جميع حواسه التي كان يرتكز عليها في مشيه ، ومشى على نور مصباح مطفأ.
كن على وعي في كيفية اشغال حواسك بما يشغل ويشعل لك بصيرتك ، الثقة بالنفس كالمصباح الذي يحمله الأعمى.
اللهم لا تحرمنا من عطائك بقلةِ شكرنا ولا تخذلنا بقلةِ صبرنا ولا تحاسبنا بقلة اسَتغفارنا ،
وَلا تعاقبنا بكثرة ذنوبنا فأنت الكريم الذي وسِعت رحَمتك كل شيء ، فعافنا واعف عنا.
اللهم إنا نسألك رحمةً لكل ميت وتفريجاً لكل هم وإستجابة لكل دعاء وشفاء لكل مريض وغفران لكل ذنب ورزقاً لكل محتاج.