دلع نساء
دلع نساء
قالها الزوج حين عاد مبكرا من عمله على غير العادة فوجد زوجته لا زالت نائمة بجوار طفلته ولم تنظف البيت كما لم تصنع غداء !
فدخل غاضبًا يوقظها فانتفضت من السرير وهي تقول : سأحضر طعامك سريعا.
قال بنفس نبرة الغضب :
أنا أعمل لطوال اليوم لأعود وأنت لازلتِ نائمة ! ماذا تفعلين منذ الصباح ؟
ثم أردف : سأذهب عند أهلي بعض الوقت.
قالت في هدوء : من فضلك قم بتوصيلي لرؤية أمي وقضاء بعض الوقت هناك.
ثم خرج من الغرفة ولم يكن منها إلا أن جمعت بعض ثيابها وابنتها ،
وحملت طفلها إلى كتفها ووقفت على باب الشقة ليأتي هو دون حديث ويقوم بتوصيلها لأهلها.
حين دخلت لم تخبرهم عن شيء وكأنها في زيارة عادية وحين سألتها أمها عن حقيبة ثيابها تلك قالت :
لدى زوجي عمل في محافظة أخرى فقلت أقضي هذه الأيام عندكم ريثما يعود.
عاد هو للبيت ولم يذهب لأهله بسبب ما يمر به من ضيق وضغوط شديدة في العمل لم يستطع معها التريث مع زوجته ،
ودخل للنوم مباشرة وحين إستيقظ مساء وهمّ بتناول هاتفه لرؤية الوقت ،
قام مُسرعًا عن مكانه وارتدى ملابسه وذهب ليحضر زوجته بعدما حمل معه علبة من الكيك لبيت أهلها ،
حين دخل أسرعت نحوه قائلة :
هل تم إلغاء ذهابك للمحافظة الأخرى ؟
ففهم أنها لم تخبرهم باختلافهم فابتسم وهو يقول :
نعم لذا تركتك تقضين باقي النهار هنا وجئت الآن لاصطحابك ، كيف حال الطفلة الآن ؟
الحقيقة أن الطفلة كانت قد إرتفعت حرارتها ليلا فظلت أمها تمرضها لطوال الليل ونامت صباحًا ،
ولم يشعر زوجها بكل ذلك وكان هذا سبب عدم قيامها بما عندها من واجبات منزلية.
فلما إستيقظ الزوج وجد مقياس الحرارة وبعض الكمادات وإناء من الماء على الطاولة بجانب السرير ففهم ذلك وأسرع لزوجته.
إقرأ أيضا: آه آه على عظمة الأب
بعد العودة للمنزل قبل رأسها وهو يعتذر عن سوء الفهم ويشكرها على إحتفاظها بمشاكلهم بينهم دون علم أهلها ،
فتفهمت ذلك سريعًا وقالت :
حين عودتك كنت غاضبا جدا فعرفت أن لديك مشكلة بالعمل ،
لذا إمتثلت لكلامك لتهدأ قليلا وأنا أعلم أنك ستأتي معتذرا حين تفهم الأمر.
آسف لك.
لكن عليك أن تترك ضغوطات العمل عند باب البيت ،
أن تقوم بالفصل بين الخارج والداخل ، فهنا هو مكان راحتك من كل شيء.
هي تعلم جيدا طبع زوجها الذي حين يُخطئ يبادر بالإعتذار ،
لكنها تعي أيضا فكرة أن الغضب يعمي البصر أحيانا لذا أرادت له الهدوء أولا ليرى الحقيقة حوله ويجمع الشمل بنفسه ،
هو دائما يحاول تمالك نفسه قدر المستطاع حتى إذا ما حدث خلاف يستطيع الوصل دون شوائب تبقى في النفوس.