Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

ذات ليلة حصل شجار بين أبي وأمي

ذات ليلة حصل شجار بين أبي وأمي وقام أبي بضربها بمطرقة على رأسها حتى سقطت على الأرض.

بدأت الدماء تسيل من رأسها ، أخذت أختي الصغيرة وحملتها وهربت لكي نختبأ في خزانة.

إختبأت أنا وأختي في خزانة الملابس ، وكنت أرتعش ، وكل أجزائي تهتز من الخوف.

بدأت أختي تنظر في عيني والدموع تسيل منها ، لكنها لا تصدر أي صوت لأنني سبق وقد أحكمت إغلاق فمها.

وبعد مدة قصيرة سمعت صافرة سيارة الشرطة ، وبعد لحظات قاموا بتحطيم باب المنزل ودخلوا.

كنت أسمعهم يتحاورون فيما بينهم ، وأصوات أقدامهم تصدر ضجيج ، وكأنهم يبحثون عن شيءٍ ما.

بدأوا بالبحث وإذ بأحد أفراد الشرطة فتح خزانة الملابس ونظر إلي وقال :

تعال يا صغيري لا تخف أنا معك.

خرجت أنا وأختي مسكت بيدها وبدأت أمشي وراء الشرطي.

وعندما وصلنا أمام المطبخ ، رأيت غطاء أبيض موضوع على شخص ما ، لكن المكان هذا هو نفس المكان الذي وقعت فيه أمي!

أخذنا الشرطي خارج المنزل ، وسلمنا إلى الضابط.

أمرنا الضابط بأن نصعد في السيارة التابعة له ، وعندما صعدنا سألني وقال :

ماذا حصل ؟
قلت : قام أبي بضرب أمي بالمطرقة على رأسها ووقعت.

قال : وأين ذهب؟
قلت: لا أعلم.

قال : وأين كنت أنت وهذه الطفلة.
قلت : هذه أختي الصغيرة!

قال : نعم ، وأين كنتم؟
قلت : لقد كنت خائف ، وأخذت أختي واختبأت في خزانة الملابس.

قال : حسنًا، لا تخف ، كل شيء على ما يرام.

خرج من السيارة وذهب بإتجاه المنزل ، خرجت رأسي من نافذة السيارة وناديت عليه قائلا : “أحضر معاك أمي”.

قام بمسح وجهه بيديه ، وعاد وقال : لا تخف ، أنت شجاع ، وأنا معك!

لم أكن أعرف بأن الشرطة هم لحماية المواطنين ، كنت أظنهم أشرار يقومون بحبسنا ويضربوننا ،

إقرأ أيضا: في يوم من الأيام كان هناك شاب كريم الخلق والمظهر

لأن أبي دائمًا ما يُرعِبني بهم ، ويهددني بأنه سوف ينادي الشرطة علي ويقومون يحبسي وضربي إذا وجدني ألعب بداخل المنزل.

فرددت عليه قائلًا : أنا لست خائف ، حتى لو قمت بضربي لقد تعودت!

قال : ماذا تقول! على ماذا تعودت؟!

قلت : أبي يضربني كل يوم ، وأمي تقوم بتضميد الكدمات التي يسببها لي.

فإذا أردت أن تضربني أحضر معك أمي لكي تضمد الكدمات التي سوف تسببها لي.

تغلغلت عيناه بالدموع ، واتجه نحو المنزل مسرعًا.

كنت أختلس النظر من نافذة السيارة التابعة للضابط ، لكي أرى ماذا يحصل.

وبعد مدة قصيرة خرج بعض رجال الشرطة وهم يدفعون عربة تحمل شيء ما مغطى بقماشٍ أبيض ،

وعند وصولهم بالقرب من سيارة الإسعاف هبّت الرياح وانكشف الغطاء ، وإذ بها أمي مطلية بالدماء!

قام أحد أفراد الشرطة بتغطيتها.

لم أكن أعرف ما معنى أن يموت الإنسان لأنني كنت مجرد طفل يجهل ما يرى ويفعل!

فتحت باب السيارة وحملت أختي وذهبت نحو أمي.

حاول رجال الشرطة منعي لكني بقيت مصرا على أن أراها ،

حتى سمحوا لي برؤيتها ، كشفت الغطاء عنها ، وكانت تبدو وكأنها نائمة!

ندهتها مناديًا”..أمي.. أمي”

لكنها لم تستيقظ ، وضعت أختي فوقها لكي تراها وهيّ تبكي لكي تستيقظ وتقوم بإطعامها.

لكنها لم تتحرك قط! إلتفت إلى الشرطي وقلت له : لماذا لا تستيقظ أمي؟

لم يتفوه بأي حرف وبدأ بالبكاء!

عندها عرفت بأن أمي قد رحلت وسوف لن تعود لنا مرة أخرى ، لأني رأيتها ذات يوم تبكي وقلت لها :

لماذا تبكين يا أمي؟
قالت: أبكي على سعادتي يا بُني.

قلت : وماذا جرى لها؟
قالت : لم أعد أشعر بها.

قلت : لماذا لا تندهيها لكي تعود ؛ وتشعرين بها؟

قالت : يا صغيري الأشياء التي تترك لنا الدموع ، لن تعود مرة أخرى!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?