ذات يوم خرج رجل في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد قرابة اليومين
ذات يوم خرج رجل في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد قرابة اليومين ، وكان برفقتهما حمارا وضعا عليه الأمتعة.
وكان الرجل دائما ما يردد قول : ما حجبه
الله عنا كان أعظم.
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻤﺎ ﻛُﺴﺮﺕ ﺳﺎﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎ
ﺣﺠﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ.
ﻓﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ، ﻭﺗﺎﺑﻌﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻛُﺴﺮﺕ ﻗﺪﻡ الرجل ،
ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﺠﺮ ﺭﺟﻠﻪ ﺟﺮًّﺍ ،
ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ.
فلم يكن أمام الإبن سوى أن يحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺪﻏﺖ ﺃﻓﻌﻰ الإبن ، ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ يتألم ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻏﻀﺐ الإبن ﻭﻗﺎﻝ ﻷﺑﻴﻪ : ﺃﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ؟
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻔﻲ الإبن ﺃﻛﻤﻼ ﺳﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﺃﺯﻳﻠﺖ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﺃﺑﺎﺩﻫﺎ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ، ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳُﺼﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﻟﻜﻨﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻷﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ،
ﻭﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ.
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺆﺧﺮ ﻋﻨﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ
“ وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا “
فالنصيحة هنا : هي الصبر وعدم الإستعجال ، فلا تعلم ما قد خبأه الله لك من الخير مالا تعلمه.