Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

ذكاء المرأة وغباء القاضي

ذكاء المرأة وغباء القاضي

يحكى بأن ملكا كان يتجول في المدينة متنكرا فعطش ، فطرق باب أحد البيوت المنفردة الواقعة في أقصى المدينة.

ففتحت الباب إمرأة جميلة ولم يكن زوجها موجودا ، فأتت له بماء بارد فأروى عطشه.

فشغف الملك بجمال المرأة وخامر حبها قلبه ، فأخبرها بأنه الملك ، فعرفت مراده!

فدخلت مسرعة ثم أعطته كتابا يقرأه حتى تتهيأ له.

فبدأ الملك يتصفحه فإذا هو عن الفاحشة وعن حد الزنا وما أعده الله من عقوبة للزاني ،

فلما قرأه الملك أصابته قشعريره في جسده وامتلأ قلبه بالهلع والخوف.

فألقى الكتاب م̷ن يده وانصرف مسرعا.

فأتى زوجها واستغرب م̷ن وجود الكتاب مرميا عند الباب ، فسأل زوجته فقصت عليه قصة الملك.

فخاف الزوج وطاش عقله وعلم أن الملك سيقتله غيلة ليتزوجها ، أو سيعاود فعله ،

فسكت ولم يبد كلاما ، ثم مضى إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء ،

وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها ، وقال لها :

قومي إلى زيارة بيت أبيك. قالت : وما ذاك؟
فقال : إن الله أنعم علينا اليوم برزق ، وأريد أن تظهري لأهلك ذلك.

قالت : حبا وكرامة.

ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ، ففرحوا بها وبما جاءت به معها ، فأقامت عند أهلها شهرا ،

فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها ، فأتى إليه أخوها وقال له :

إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى القضاء.

فقال : إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا.

فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وصادف الأمر إذ ذاك إن كان الملك في دار القضاء جالساً إلى جانب القاضي ،

فأرادوا أن لا يعرف الملك القضية.

إقرأ أيضا: قصة حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة

فقال أخو الصبية : أيد الله مولانا القاضي ، إني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة ،

فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره.

فالتفت القاضي إلى الزوج وقال له : ما تقول يا غلام؟

فقال الزوج : أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن مما كان.

فقال القاضي : هل سلم إليك البستان كما كان؟ قال : نعم ولكن أريد منه السبب لرده.

قال القاضي : ما قولك؟

قَال : والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوماً من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني ،

فحرمت دخول البستان إكراما للأسد.

وكان الملك متكئا ، فاستوى جالسا فقال : مخاطبا الزوج ، إرجع إلى بستانك آمناً مطمئنا ،

فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثراً ولا إلتمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ،

ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة ، وخرج من غير بأس ،

ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد إحترازا من حيطانه على شجره.

قال : فرجع الزوج إلى داره ورد زوجته ، ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك!

تعقيب : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?