ذكرت إحدى المعلمات حادثة حصلت لها وهي أنها كانت مشرفة
ذكرت إحدى المعلمات حادثة حصلت لها وهي أنها كانت مشرفة على مقصف المدرسة وكان من عادتها أنها بعد إنتهاء الفسحة ،
تجلس تعد النقود وتحسب الربح وتتفقد الناقص وغيرها من متطلبات المقصف
وكانت تعاونها إحدى الفراشات.
وكانت إمرأة مسكينة ضعيفة الحال تعول أبناءها الأيتام.
تقول المعلمة ، كنت ذات مرة أعد النقود وأغلبها جنيهات وكانت الجنيهات أمامي كثيرة ،
فكنت أمازح الفراشة وأقول لها تخيلي يا أم فلان لو هذه الجنيهات تحولت لمئات لمئتين ،
فقالت : يا ريت
ثم قلت تخيلي لو صارت ليكي
فقالت : دا أنا كنت أفرح بيها قوي
فقلت : طيب كنتي حتعملي إيه بالفلوس يا أم فلان؟
أجابت بسرعة : أشتري بيت ليا أنا والأيتام ويريحني من الإيجار.
تقول المعلمة ، ضحكت وقلت : فين دا ياأم فلان البيوت ما بقاش يقدر عليها الأغنياء الميسورين ما بالك بغيرهم.
فاجأتني الفراشة بأنها نظرت لي نظرة قوية وقالت : ما طلبته منك يا فلانة طلبته في أحلامي كثير وتخيلته أكثر ، فأضحكني ردها.
إنتهينا من المقصف وأكملت يومي الدراسي حتى إنتهى وعدت لمنزلي.
فلما حان وقت دخول الليل أخذت أولادي وذهبت لزيارة والدتي ،
وكنت أراها أثناء جلستنا معها مشغولة بالإتصالات والرد على الهاتف.
فسألتها : ما الخبر يا أمي؟
قالت : فلانة قريبتنا اللتي طُلقت ، جمعنا لها مالاً لنشتري لها بيتاً ، وقد تم ذلك.
ولكن بعد ما اشترينا البيت ، إتصلت تخبرنا
أنها تصالحت مع زوجها وعادت لبيتها والآن أستشير الأقارب.
وكلهم يقولون أخرجنا المال فلا نريد إسترجاعه بل يصرف في الخير ولا ندري ما نفعل به.
إقرأ أيضا: تقول حيرني أمر صديقي عيسى بعد خروجه من السجن
إنطلقت المعلمة بلا شعور. تحكي لوالدتها عن الفراشة المسكينة أم الأيتام وحالها مع الإيجار
وتعبها في توفيره وأمنيتها بالبيت.
فعادت أمها تتصل بالأقارب وتسألهم عن رأيهم فاتفقوا أنه يعطى للفراشة المسكينة.
تتحدث المعلمة عن نفسها وتقول
أنا التي كنت في وقت الضحى أضحك عليها ،
وأقول من أين لك البيت أنا بنفسي وفي نفس اليوم ، آخذها لِنَمُرَّ على المكتب العقاري وتوقع العقد وتستلم البيت.