ذهبت إلى العمل في إحدى المدارس الداخلية كمعلمة لمادة العلوم
ذهبت إلى العمل في إحدى المدارس الداخلية كمعلمة لمادة العلوم ، كانت المدرسة عادية ليست صاخبة كما في المدارس الأخرى فهناك نظام صارم يجب على الكل إلتزامه ،
لكن الأقاويل كثيرة في هذه المدرسة حول روح تجوب هنا وهناك تبحث عن قاتلها المجهول.
مرت الأيام ، لكن تلك الأصوات المنبعثة من غرفة الموسيقى تصبح ضوضاء أكثر فأكثر ،
وفوق كل هذا صرخات متألمة تحدثت مع المدرسة التي ترافقني في حجرتي ،
قالت لي لا تهتمي فهذا ما تعودنا عليه كل ليلة نفس السيناريو يحدث ولا نعلم مصدره رغم بحث الكثيرين خلف الحوار ،
حتى ظهرت الأقاويل بأنه شبح غاضب.
مع أول مرور يومين لم أستطع النوم ، لكن ما زاد الأمر هو تلك الفتاة التي تركض هنا وهناك ولا تدخل الفصل أو تنام ليلًا ،
تتجول كثيرًا في الممرات التي في المدرسة حاولت عدة مرات أن أناديها ،
لكني لا أعرف اسمها حاولت ملاحقتها ، لكنها كانت جيدة في الإستخباء مني.
سألت إحدى المدرسات ، لكنهم يقولون لي لا تشغلي بالك لا يوجد أحد.
حتى في إحدى المرات أثناء نومي كانت الساعة العاشرة والنصف مساءًا كنت أغط في نوم عميق ،
حتى استيقظت على أيدي صغيرة تتشبث بي وتحاول إفاقتي عن طريق هز كتفي بلطف ،
فتحت أعيني فرأيتها نفس الفتاة تقف أمامي ، وتحثني على النهوض لاتباعها وهي تشير لي بالصمت ،
لا أفهم ماذا تريد حاولت جعلها تتحدث ، لكنها تشير لي فقط باتباعها.
قمت بتكاسل وأنا أسير خلفها ببطئ ، حينها أمسكت بيدي وركضت فركضت خلفها متجهين إلى غرفة الموسيقى ،
كان الصوت بدأ مجددًا هناك من يلعب بالالأت.
إقرأ أيضا: قصة إلى كل من يقول أريد تأمين مستقبل أولادي
دخلت الحجرة لكني لم أجد أي أحد ، حتى الفتاة التي كانت تريديني اتباعها لم أعد أراها مجددًا ،
أشعر بالمكان يضيق من حولي ، الصوت صاخب ، عزف مريب يشعرك بالرعب ودقات قلبك تتسارع بقوة.
هنا قررت الهروب إلى حجرتي فجأة رأيت دماء في كل مكان تخرج من الأرض تتبعتها إلى إن وصلت إلى المكتبة ،
وخلف إحدى الأرفف رأيت رأس لفتاة معالمها غير واضحة فصرخت بقوة وأنا أتراجع للخلف ،
لكن الباب أقفل بقوة ولا أستطيع الخروج.
ظللت أنادي على الجميع ، لكن بدون فائدة ، الدماء في كل مكان حولي صرخات متألمة وكتابة تظهر وسط الدماء ،
تقول المساعدة ، لا أفهم أي شيء مما يحدث سوى رؤية خيالات تطوف حولي وفتاة صغيرة تمسك رأسها بين يديها ،
ووجهها كالمسخ تقترب نحوي أشعر بمن يحاول الإمساك ، بأيادي تحاول تقييدي.
حاولت الفرار بدون جدوى حينئذ صرخت الفتاة في وجهي بعيونها السوداء المرعبة ،
فتراجعت للخلف لأسقط على المنضدة ورأسي ينزف دمًا ، ثم فقدت الوعي.
استيقظت لأجد نفسي في حجرتي على فراشي وحولي بعض الأساتذة ومديرة المدرسة تحاول معرفة ماذا حدث!
قصصت عليهم كل ما حدث ، لكنهم قالوا لي أنني كنت في الحجرة لم أتحرك ،
ورفيقة الحجرة قالت بأنني صرخت على حين غفلة بعد أن ضربت رأسي بالحائط!
كانت معالم الصدمة على وجهي ، كيف وكل ما حدث معي ، هل هو كابوس أم ماذا؟
تركوني كي أخذ قسط من الراحة بعد مغادرتهم رأيتها وسط الحشود تنظر لي بعينيها نظرات لم أفهم مقصدها.
إقرأ أيضا: قصة إسلام العالم الرياضيات الأمريكي جيفري لانج
مر اليوم لم أراها مجددًا ، عدت أيام وأسبوع وفي الأسبوع الثاني أشعر بمن يراقبني ،
أحلم بأنني صغيرة وفي نفس المدرسة وأقوم بفعل أمور غريبة مع أولئك الأطفال ومن بينهم تلك الفتاة التي رأيتها ،
لكنني لم أدخل هذه المدرسة من قبل.
في اليوم التالي أثناء ذهابي لدورة المياه وجدت مجموعة من الأطفال تلهو وتلعب في إحدى الممرات ذهبت باتجاهم كي أجعلهم يذهبون للنوم ،
وعند الإقتراب منهم ضحكاتهم العالية وهم يركضون ظننت أنهم يلعبون معي ،
لكنني لم أكن أعلم بأنهم يستدرجونني إلى نفس الحجرة ألا وهي الموسيقى.
خطواتي أصبحت أبطأ وأسير بحذر شديد كلما اقتربت رأيت الجدران تتغير لتصبح ألوان أخرى لا أريد الإقتراب ،
لكن هناك من يقومون بدفعي للأمام ، نظرت خلفي برعب رأيت هؤلاء الأطفال يجذبونني للداخل ،
ملامحهم مخيفة وعيونهم بيضاء ويشع منها ضوء مخيف ملابسهم رثة.
فور وضع قدمي داخل الحجرة الأصوات صاخبة عزف يؤذي الأذن ضحكات وصرخات متداخلة ،
وضعت يدي على أذني كي أمنع تلك الأصوات من سماعها.
أقفلت الأنوار ظلام دامس دب الرعب في قلبي كاد يخرج من موضعع ، جسدي ينتفض من الخوف.
أغمضت عيني فجأة عم الهدوء في المكان ، فتحت عيناي ببطأ وأنا أنظر حولي رأيتني في حجرة غير التي كنت بها ،
الألات موسيقية مختلفة ، وألوان الجدران والرسومات مختلفة عن التي عهدتها.
تحركت في خطوات حذرة وثابتة أتفحص المكان فجأة شعرت بخطوات أقدام تقترب من الحجرة ،
ليفتح الباب ويدخل مجموعة من الطلاب والطالبات الحجرة ، ما هذا نفس الطلاب الذين رأيتهم ،
لكن ملابسهم نظيفة يرتدون زي مدرسي نفس الذي رأيتهم به ، لتجحظ عيناي بعد دخول أخر شخص إنها أنا ماذا أفعل هنا!
إقرأ أيضا: رجل يدفع زوجته لينقذ نفسه من الغرق
دخلوا الحجرة وأقفلوا الباب خلفهم جلسوا في دائرة ،
وهم يتسامرون ليقول أحدهم لماذا لا نستحضر جن وينفذ طلباتنا كما رأينا في الفيلم ليلة أمس.
تحمس الجميع وبدؤا باللعب.
ليكمل حديثه وهو يقول أولًا عددنا مناسب للعب نحن تسعة أشخاص.
أحد المشاركين يمثل الوسيط الروحاني الذي من خلاله يتم التواصل مع الأرواح وطرح الأسئلة عليهم ،
تترائى للوسيط صور ذهنية أو أصوات من خلالها يجيب على أسئلة المشاركين.
يجب أن تكون الطاولة بيضاوية الشكل كجزء من الطقوس.
على الطاولة يوجد بعض الأغذية المعينة كالخبز أو الشوربة لما يعتقد أنها تجذب الأرواح.
إضاءة شموع على الطاولة ليست أقل من 3 وقابلة للقسمة على 3 ،
تنشد الأرواح الدفء والضوء لذلك يفضل أن يزيد عدد الشموع.
إطفاء كل الأضواء أو اجعلها خافتة في الغرفة للدخول في الجو.
إيقاف تشغيل أي أجهزة من شأنها أن تشوش على الجو المطلوب مثل الموسيقى أو التلفزيون.
على المشاركين إمساك أيادي بعضهم البعض حول الطاولة.
البدء بمناداة الروح المقصودة وتختلف أشكال النداء ولكن يمكن أن يكون لها الشكل التالي :
“عزيزنا فلان ، جئنا إليك بالهدايا من الحياة إلى الموت ، تواصل معنا يا فلان وتنقل بيننا “، يتم تكرار النداء حتى تستجيب الروح له.
عند استجابة الروح عبر إشارات معينة أو من خلال الوسيط الروحاني يقوم المشاركون بطرح الأسئلة.
الأسئلة يجب أن تحتمل إحدى الإجابتين “نعم” أو “لا” فقط.
نقرة واحد على الطاولة ترمز إلى الإجابة بـ “لا” ونقرتين إلى الإجابة بـ “نعم”.
إن استطاعت الروح الإتصال من خلال الوسيط الروحاني عندها يمكن للمشاركين أن يوجهوا أي سؤال ،
وليس فقط أسئلة تحتمل “نعم” أو “لا”.
إقرأ أيضا: إلى كل عاق لأمه إقرا هذه القصة
على المشاركين أن يحافظوا على هدوئهم ويتحكموا بأعصابهم.
إنهاء الجلسة يتم عبر فصل الأيادي بين المشاركين المتحلقين حول الطاولة ، وإطفاء الشموع وإنارة الأضواء.
عدم نسيان شكر الروح على تواصلها وإبلاغها في أن تذهب بسلام.
ليوافقوا الجميع على هذا ، وبدأ اللعب وهم ممسكين أيادي بعضهم البعض بعد أن ذهبوا ليأتوا ببعض الطعام ،
وجلسوا في دائرة مغمضين العينين وهم يقولون” أيتها الأرواح الطيبة هل يوجد أحد منكم هنا ، أخبرونا إذا يوجد أحد”.
ظلوا يرددونها حتى ٦ مرات لتهب رياح شديدة في الحجرة أصابهم الرعب ،
لكنهم ضحكوا على خوفهم ظنًا منهم أنهم يتهيأ لهم هذا.
أكملوا اللعب لتبدأ الالأت تعزف بمفردها عزف مخيف أصابهم الرعب والخوف ،
والذي قال لهم على اللعبة حذرهم من إفلات أيدي بعضهم البعض ، ظلوا ممسكين بأيادي بعضهم ،
حتى شعروا بمن يحوم حولهم هواء ساخن واهتزاز الجدران كأنهم معزولين عن العالم.
فجأة أغلقت الأبواب بقوة والنوافذ والشموع أطفأت والأنوار المصابيح انفجرت ليصرخوا صرخات متتالية ،
نفس التي كنت أسمعها هم لا يرونني ، لكني أرى كل شيء وفجأة خرجت من الدائرة وأنا أركض برعب وأصرخ وأبكي وهم ينادون علي ،
لكن فات الأوان رأيت طيف أسود يقوم بإبتلاعهم الدماء في كل مكان ومنهم من يركض ويضرب نفسه في الحائط ،
ومنهم من يمسك رأسه بين يديه حتى تنفجر أما أنا الصغيرة ففقدت الوعي.
إقرأ أيضا: ما رأيك بهذا الفستان؟
وأنا ظللت أصرخ وأنا أرى الأطفال تستيقظ من جديد بعد قتلها ويقتربون نحوي وهم يقولون ،
إنني السبب لا أتذكر أي شيء ليعود الزمن
بالماضي ،
وأرى مديرة المدرسة والأساتذة يركضون إلى الغرفة ويفتحون الباب لينصدموا مما رأوا وأنا ملقية على الأرض.
لتأتي الشرطة والإسعاف والأهالي يطالبون بالثأر ، وأهلي قد أخذوني وغادروا من المدرسة ،
أما البقية فعلمت الأهالي أن السبب هو إتباع لعبة شيطانية تبثها الأفلام.
ليعود الزمن للواقع وأنا أرى الجميع حولي بينما أنا على الأرض أصرخ بقوة وجسدي به تشنجات عدة ،
لتأتي أمي التي علمت أنني عملت في هذه المدرسة رغم كذبي عليها لأمسك في ذراعها وأتوسل إليها بأن تقول الحقيقة ،
ماذا حدث وأن كل هذا كابوس مزعج ، لكنها قالت أنه حقيقي وبسبب الصدمة فقدت الذاكرة.
غادرت المدرسة ، لكنهم لم يتركوني وشأني يقومون بمناداتي كي أذهب معهم فلا يحق لي العيش وأنا سبب مقتلهم ،
حتى هذا الكيان الأسود المخيف أصبح ملازمني والإكتئاب والحزن سيطروا على حياتي ،
وها أنا الآن أكتب لكم وهم قادمون لأخذي الليلة ففي نفس اليوم منذ ٣٠ عامًا كنا نلعب في الحجرة.
أكتب إليكِ أمي هذا الحديث وأنا أسفة على كل شيء وعدم سماعي حديثك عن عدم ذهابي لتلك المدرسة ،
خصيصًا فهناك الماضي أصبح يلاحقني من جديد واليوم ذاهبة للموت بقدمي ، أمي أحبك.
كان هذا الحديث من مذكرات ابنة السيدة التي نشرت تلك الصفحات على صفحتها الشخصية ،
ثاني يوم من مقتلها في نفس الحجرة عظامها مكسورة لدرجة اخترقت جلدها ورأسها ملتف للخلف ،
وحولها الكثير من الدماء وبعض الطعام وأثار أقدام أطفال صغيرة لتقفل الحجرة إلى الأبد.