ذهب رجل مع صديقه وأخاه إلى زيارة رفيقهما المريض
ذهب رجل مع صديقه وأخاه إلى زيارة رفيقهما المريض في قرية بعيده عن المدينة ،
وبعد ساعات من السفر وصلوا إلى منزل صديقهم المريض وتم استقبالهم وضيافتهم ،
وبعد غروب الشمس قرر الجميع العودة للمدينة.
فقال لهما صديقهم : إن الوقت متأخر وقد أصبح الظلام دامساً وقد تضيعون الطريق للعودة ولن تجدون من يساعدكم ،
فالأفضل أن تقضيا اليلة عندي وفي الصباح تغادرون.
رفض الجميع المكوث وأصروا على المغادرة.
ودع الرجل أصدقائه ، وشغلوا السيارة وغادرا.
وبعد ساعة من السير لم ينتبه أحدهم أن الطريق الذي سلكوه ليس طريق العودة للمدينة ،
وبعد لحظات انتبهوا أنهم أضاعوا الطريق.
فأوقفوا السيارة وحالوا الإتصال برفيقهم ، ولكن لم يكن يوجد هناك ٳشارة على الهاتف ،
فواصلوا السير ،
حتى رأوا منزلاً صغيرا.
فقال أحدهم : إني أشعر بالجوع دعونا نطرق ذلك البيت ونطلب منهم أن يطعمونا ويرشدونا إلى الطريق.
وافق الجميع ثم طرقوا الباب ، فتح رجل ، فقالوا له هل يوجد عندك ما يسد جوعنا إننا فقدنا طريقنا للعودة.
فقام الرجل فوراً بالترحيب بهم وقام بتحضير الطعام وأكل الجميع حتى شبع وجهز لهما غرفة وطلب منهم البقاء حتى الصباح ،
وكانوا يسمعون صوت بكاء طفلة من الغرفة المجاورة ، ” نام الجميع حتى أشرقت الشمس.
فدخلت إليهم طفلة صغيرة ، إنها إبنة صاحب المنزل.
فقالت لهما : أنتم من أكلتم عشاءنا ليلة الأمس ٳذن ، وجعلتمونا ننام دون عشاء وجعلكم أبي تنامون على فرشنا ونمنا نحن على التراب ،
وهل تريدون أن تأكلون فطورنا أيضاً كما فعلتم بنا بالأمس.
إقرأ أيضا: التاجر والمحتال
لقد كان كلام تلك الطفلة البريئة مثل السكاكين ېمزق قلوبهم ، وكانت أعينهم تفيض بالدموع ،
وشعروا بالحزن لأنهم أكلوا طعام تلك الأسرة الفقيرة.
وبعد دقيقة دخل الرجل فقالوا له هل جعلت أسرتك تنام جائعة من أجلنا ليلة أمس.
حاول الرجل الهروب من السؤال ولكن لا يدري أن طفلته قد كشفت الأمر.
فقال لهما : في الحقيقة نعم لم يكن يوجد لدينا سوى تلك الوجبة وكنت قد رأيت الجوع في أعينكم فقررت أن أحضر لكما طعامنا وهذا لا يهم.
فقال أحدهم : عرفت الأن لماذا كانت تبكي تلك الصغيرة لقد كانت تبكي من شدة الجوع.
فقال الرجل : نعم لقد بكت قليلاً وشربت الماء ونامت.
فقالوا : يا لها من مسكينة لقد نامت والدموع تعانق خدودها ،
ولكن سوف نرد لك هذا الجميل سوف تذهب معنا إلى المدينة وسوف نعيدك.
ذهب الرجل معهم وأرشدهم إلى طريق المدينة ، فقاموا بشراء من كل شيء ضعفين ،
لقد ملئوا السيارة من المواد الغذائية وأحضروا هدية كبيرة لطفلة وأوصلوه إلى باب منزله ،
وأفرغوا السيارة من الأكياس ووضعوا له مبلغاً كبيراً وعادوا إلى المدينة.