رجولة لا يعرف معناها اليوم
رجولة لا يعرف معناها اليوم
البطل المسلم الذي قتل أسد كسرى في مظلم ساباط.
قال قبل مصرعه : أيّها الناس ، إنّي رجل ضخم ، فلا يَهولَنّكم مَسقَطي إذا سقطت.
تقدم الجيش إلى ساباط على مسافة 30 كيلو من المدائن ، بطريق بهرسير ، وفي مكان إسمه “مظلم” بضواحي ساباط ،
التقى المسلمون بقوة مجوسية ، ذكرتها الأنباء على أنها كتيبة كسرى أو كتائب كسرى شخصيا ،
وحملت اسم : بوران ( بنت كسرى ابرويز ، وهي عمة يزدجرد الثالث )
وهي تمثل قوات الحرس الملكي أو ما يسمى اليوم بقوات الحرس الجمهوري ،
وهي غالبا أقوى قوات في أي جيش في العالم قديما وحديثا.
وبلغ هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص الزهري القرشي إلى مظلم ساباط ، فوقف المسلمون حتى لحق بهم سعد بن أبي وقاص.
وفي مظلم ساباط كانت بعض الحدائق الملكية ، وكان كسرى ملك المجوس قد اقتنى بعض الأسود.
كان من بين هذه الأسود الكثيرة كان هناك أسد اسمه ” المقرط”
كان كسرى قد اختاره من أسود المظلم واستأنسه ، واجتمعت كتائب كسرى بوران في المظلم ،
وكانوا يحلفون بالله كل يوم بقولهم : ( لا يزول ملك فارس ما عشنا ).
ودارت المعركة.
ووصل إليهم سعد وهي دائرة ، فأطلق المجوس أسدهم المقرط على صفوف المسلمين.
ونزل هاشم عن فرسه ، وتقدم إلى الأسد بقلب لا يعرف الخوف ،
كما تقدم إخوان له من قبل إلى الأفيال بالقادسية ، وضرب هاشم الأسد بسيفه حتى قتله.
وسمي سيفه “المنن” وقبل سعد رأس هاشم تقديرا له لما فعل.
وانحنى هاشم حبا واحتراما لعمه وقائده حتى قبل قدم سعد رضي الله عنهما.
يا الله على الأدب والأخلاق والبطولة والعظمة والتواضع والشجاعة والإيمان والتضحية وحب الدين وحب الشهادة.
ما هذه العظمة؟!
هؤلاء أجدادنا العظماء ، هؤلاء من صنعوا لنا المجد والتاريخ ،
إقرأ أيضا: الصحابي الذي قتل مائة رجل مبارزة في معركة تستر
وهؤلاء هم من حافظوا على الدين حتى وصل إلينا كما بدأ.
فهل نستحق نحن اليوم شرف الإنتساب لهذا الدين العظيم؟
أم هو مجرد انتساب عادي ليس به أي فخر لنا ؟
ونكمل قطرات الذهب وما قيل عن بطلنا العظيم : أسلم هاشم يوم الفتح وذهبت عينه يوم اليرموك.
قال الدولابي : لقب بالمرقال ؛ لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع ، من الإرقال وهو ضرب من العدو.
كان قائدا لجيش المسلمين.
قاتل المرتدين بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم.
وقاتل في معركة اليرموك ضد الروم بقيادة خالد بن الوليد ، و اختاره خالد ليضمه إلى مائة من المقاتلين.
أصيبت عينه اليمنى يوم اليرموك.
حين أراد أبو عبيدة بن الجراح أن يختاره على الرجّآلة في وقعة اليرموك ،
قال : أُوَلِّيها إن شاء الله مَن لا يُخاف نكولُه ولا صدوده عند البأس ، أُولّيها هاشمَ بن عتبة بن أبي وقّاص.
سألت عائشة عمّن قُتل من الناس (في صفين) ، فقيل لها فيما قيل : هاشم بن عتبة ، فقالت : ذاك رجل ما كادت أن تزلّ دابّته.
وفي ذكره وذكر عمار بن ياسر وعبد الله بن بديل قال الخوارزميّ :
كانوا فرسان العراق ، ومَرَدة الحرب ، ورجال المعارك وحُتوف الأقران ،
وأمراء الأجناد وقد فعلوا بأهل الشام ما بقي ذكره على ممرّ الأحقاب.
وقال ابن عبد البر فيه : كان من الفضلاء الخيار ، وكان من الأبطال البُهْم.
فُقئت عينه يوم اليرموك ، وشهد القادسيّة وأبلى فيها بلاءً حسناً ،
وقام منه في ذلك ما لم يَقُم من أحد ، وكان سببَ الفتح على المسلمين.
وقال ابن الأثير : كان من الشجعان الأبطال ، والفضلاء الأخيار.
وذكر الذهبي أنّه : كان موصوفاً بالشجاعة والإقدام.
إقرأ أيضا: قصة ثمامة بن أثال مع الرسول صل الله عليه وسلم
وكتب ابن قتيبة : كان مع عليّ يوم صِفّين ، وكان من أشجع الناس.
وكان له دور في معركة القادسية ، حيث قاد الجيش لفتح مدينة المدائن ،
عاصمة بلاد فارس ومدينة بعقوبة وباقي مدن محافظة ديالى العراقية.
ومن شجاعته واقدامه استشهد في معركة صفين وهو أحد قادة جيش أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
عقد له سعد لواء ووجهه وفتح الله عليه جلولاء.
علموها لأطفالكم وإخوانكم فنعم السيرة والمسيرة.
المصادر :
كتاب سقوط المدائن : أحمد عادل كمال.
كتاب صلاح الأمة في علو الهمة ج3