رحمة الله بالتاء المربوطة ورحمت الله بالتاء المبسوطة
رحمة الله بالتاء المربوطة ورحمت الله بالتاء المبسوطة
دخل الدكتور قاعة المحاضرات فكان جهاز العرض فيه خلل لا يعمل ، فتم تغيير القاعة.
فعندما دخل أحد الطلاب رأى كلمة ، رحمت الله مكتوبة على السبورة مستنكراً وجود هذا الخطأ اللغوي بين طلاب الجامعة.
قال الدكتور من يعرف الفرق بين ، رحمة الله ، ورحمت الله؟
فقال معظم الطلاب إنه خطأ إملائي!
فقال : الرحمة التي تأتي فيها التاء مبسوطة رحمت مفادها أنها رحمة بسطت بعد قبضها ،
وأتت بعد شدة ودائما تكون مضافة مباشرة للفظ الجلالة عز وجل.
مثال : بعد مرور السنين الطويلة ، وتعدي الزوجة للسن التي تستطيع أن تحمل وتلد ،
وتعطي الذرية فيها تأتي البشرى لإبراهيم عليه السلام وزوجه.
قال تعالى : قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ ، عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُ ، حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ [سورة هود 73]
وتأتي كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد ، قال تعالى : ( ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُ زَكَرِیَّاۤ) [سورة مريم 2]
ثم يفصل تعالى بعدها قصة وهب يحي لزكريا عليهما السلام.
ففتحت هذه الرحمة لهما بعد قبضها زمنًا طويلاً.
وكذلك بعد قبض المطر عن النزول وموت الأرض ، يأتي الغيث وتستمر الحياة بهذه الرحمة التي بسطت :
قال تعالى : ( فَٱنظُرۡ إِلَىٰۤ ءَاثَـٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَیۡفَ یُحۡیِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۤۚ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرࣱ ) [سورة الروم 50]
أما الرحمة التي تأتي فيها التاء مربوطة هي رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد.
إقرأ أيضا: أشكو إليك أمورا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر ولا جلد
فالعابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة فهو يرجوا رحمة ربه في الآخرة :
ألا وهي الجنة ، التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا ، وستفتح له يوم القيامة.
قال تعالى : ( أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدࣰا وَقَاۤئِٕمࣰا یَحۡذَرُ الاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلَّذِینَ یَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ* )[سورة الزمر 9]
أو هي رحمة موعود بها كما في قوله تعالى :
( فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُوا۟ بِهِۦ فَسَیُدۡخِلُهُمۡ فِی رَحۡمَةࣲ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣲ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَیۡهِ صِرَ ٰطࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا )
[سورة النساء 175].
الرحمة في الإسلام غاية ووسيلة ، قال تعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )
فالدّين بكل أركانه رحمة للنّاس ، ورسول الإسلام صل الله عليه وسلم رحمة ، والله تعالى أخبرنا في كتابة فقال :
( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) ووصف سعة رحمته فقال : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ).