قصص منوعة

رعاية الله

رعاية الله

كان لثلاثة إخوة سفينة صغيرة ورثوها عن أبيهم ، وكان أبوهم رجلا صالحاً.

وذات يوم بينما كانت السفينة تستعد للسفر ، والمسافرون يركبون ،

رأى أصحاب السفينة أحد الشيوخ يحمل متاعه ويقف بعيداً.

تقدم أحد الإخوة من الشيخ وسأله : هل تريد السفر أيها الشيخ؟

فأجاب الشيخ : نعم يا بني ، ولكن ليس معي نقود الآن ، وقد كان أبوكم رحمه الله ينقلني إلى الشاطئ الآخر ولا أعطه أجراً إلا عند عودتي.

فقال الشاب : مرحبا بك في سفينتنا ، ستسافر معنا بلا مقابل ، لن نأخذ منك أجراً.

وصعد إلى السفينة ، ثم بدأت السفينة رحلتها.

كان هذا الشيخ نجارا وأراد أن يصنع صندوقاً صغيراً يضع فيه أمتعته.

أحضر الشيخ بعض الخشب ، وراح يدقه بالشاكوش ، فجأة ، سقط الشاكوش من يده وأحدث ثقباً في جدار السفينة ،

وبدأ الماء يدخل من الثقب إلى قاع السفينة ، والشيخ يحاول أن يسده ، بلا فائدة.

رأى الركاب الماء يتسرب إلى السفينة ، فصاحوا : النجدة ، النجدة!

حاول الركاب أن يسدوا الثقب وما استطاعوا.

استمر الماء يتسرب إلى السفينة ، فزاد خوف الناس ولاموا الشيخ ، وقالوا له : أنت المسؤول عن هذه المصيبة ، سنغرق كلنها بسببك.

شاهد الركاب سفناً تقترب من بعيد ففرحوا.

وصلت السفن ، وظهر أنها سفن قراصنة البحار الذين يسرقون السفن.

رأى اللصوص الماء من قاع السفينة فقالوا : هذه سفينة قديمة ستغرق قريباً بركابها.

انصرف اللصوص وتركوا السفينة.

فرح الركاب لنجاتهم من هؤلاء الأشرار ، وشكروا الشيخ لأنه السبب.

إقرأ أيضا: قصة رجل البادية وزوجته الثانية

قال لهم الشيخ : علينا أن ننقذ السفينة قبل أن تغرق ، اشكروا الله وادعوه أن يساعدنا لننجح في سد الثقب.

1 3 4 10 1 3 4 10

وبينما هم مشغولون بإخراج الماء من السفينة رأوا طائراً كبيراً يطير فوقهم وفي منقاره لفافة من الكتان ،

وحوله طيور تهاجمه وتحاول أن تخطف منه اللفافة ، فجأة سقطت لفافة الكتان على السفينة ،

فأسرع أحد الإخوة وأمسك لفافة الكتان وقال : إن خيوط الكتان هي أفضل ما يسد ثقوب السفينة.

ثم سد الثقب بالكتان ، فتوقف تسرب الماء.

قال الشيخ : لقد استجاب الله لدعائنا ، فعلى القادر منكم أن يتبرع ببعض المال لننفقه في أعمال الخير.

جمع الركاب عشرة دنانير ، ووضعوها في خزانة السفينة ليوزعوها على الفقراء والمساكين.

رست السفينة على الشاطئ الآخر ، ونزل الركاب.

قابل الركاب إمرأة تبكي بشدة ، سألها الشيخ : لماذا تبكين أيتها المرأة؟

قالت المرأة : عندي أولاد صغار ، وأعمل من أجل تربيتهم ، أغزل على نور صغير خيوط الكتان ثم أبيعها في السوق ،

وبينما كنت أشرب من البئر هبط طائر من السماء وخطف لفافة الكتان التي نسجتها وطار بها بعيدا ،

كنت سأبيعها في السوق وأطعم أولادي.

سألها الشيخ : وبكم كنت ستبيعين الكتان؟

قالت المرأة : بدينار ، نعيش به طوال الأسبوع.

تعجب الناس عندما سمعوا قصة المرأة ، وقال الشيخ : إنها صاحبة الكتان الذي كان سبباً في إنقاذنا جميعاً من الغرق ،

وهي أحق بالمال الذي جمعناه.

أعطى أصحاب السفينة الدنانير العشرة للمرأة ، والمرأة تقول : هذا كثير ، عشرة دنانير ، الحمد لله ، والشكر لله.

أخيراً ودع الركاب المرأة وأبناءها وركبوا السفينة.

تحركت السفينة عائدة بهم إلى بلادهم ، بينما وقفت المرأة وأولادها على الشاطئ يلوحون بأيديهم ، ويقولون : في رعاية الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?