روى الحافظ المنذري رضي الله عنه عن الصحابي الجليل تميم الداري قال :
بينما نحن جلوس عند رسول الله صل الله عليه وسلم إذ دخل علينا جمل ودخل على رسول الله كأنه يعرفه ووضع فمه على أذن رسول الله ،
وأنصت له الرسول حتى إذا فرغ من كلامه قال الرسول أرسلوا إلى فلان بن فلان فجيء به.
فقال له صل الله عليه وسلم : أأنت صاحب هذا الجمل؟
قال له نعم يا رسول الله.
قال صل الله عليه وسلم : إنه يشكوك إلى الله لأنك تقسوا عليه وتحمله أقسى مما يطيق وقد أصبح الجمل كبير السن.
فقال الرسول لصاحب الجمل : بعه لي
فباعه لرسول الله.
فقال الرسول للجمل : إذهب كما تشاء وارعى كما تشاء ولا تحزن على ما مضى.
فانحنى الجمل على أذن رسول الله وكلمه بلغة لا يفهمها إلا رسول الله والرسول يقول :
آمين ، وآمين ، وآمين . وفي الرابعة
بكى رسول الله.
فسأل الصحابة الرسول : يا رسول الله أمنت ثلاث مرات وبكيت في الرابعة حدثنا وأخبرنا.
فقال النبي : إن الجمل دعى لي الله قائلا :
جزاك الله يا نبي القرآن عني وعن الإسلام خير فقلت : آمين.
ثم دعى قائلا :
وأنقذ الله أمتك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة فقلت : آمين.
ثم قال لي :
وستر الله أمتك يوم القيامة كما سترتني.
فقلت : آمين.
ثم قال :
ولا جعل الله بأسهم بينهم فبكيت لأنني
أعلم أن بأس هذه الأمة سيكون بينهم شديد.
الراوى المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الصفحة أو الرقم : 3/189 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (2549)، وأحمد (1745) واللفظ له.