زفاف أختي
زفاف أختي
لا أذكر أنني في عرس أختي بكيت
بل لم أحزن أصلا
كانت فرحتي لها وبها أكبر من أن ينغصها حزن عابر لا معنى له
ولكن استغربت حزن أهلي الشديد، دموع أمي وعماتي، الحزن المخيم على ملامح أبي
كنت الوحيدة التي لم تقترف الحزن بأنواعه
اكتفيت بلومهم
اتركوا البنت تفرح
لا تحزنوها
امسح دمعتها وأعدل مكياجها
خيم الحزن بعد مغادرتها على أرجاء المنزل لأيام متجنبا المرور على غرفتي
استغرق أياما لينجلي وتعود الحياة إلى سابق عهدها مجددا
وأنا، كنت الضاحكة الوحيدة من حزنهم اللامنطقي
قبل أيام أضعت مشبك شعري، لم يكن أمرا هاما فلطالما استلفت من أختي خاصتها
لكن لم تكن هنا
مررت بموقف احتجتها فيه ودون وعي ناديتها لتأتي قبل أن أستوعب الأمر وأخنق صوتي لأصمت
انتهى غسول الشعر خاصتي ، لا مشكلة فنحن نستعمل نفس النوع
لكن غسولها غائب هناك معها في بيتها الجديد
لم أعد أحب الخمار الأسود فليس هناك من أتشاجر معها لنيله
إقرأ أيضا: قصة رائعة عن سر النجاح
بات الخمار باهتا جدا
بدأت التفاصيل الصغيرة تدخل غرفتي من قفل الباب وتتسرب لتكبر شيئا فشيئا حتى انجبت الحزن
لم يكن كحزنهم، كان ثقيلا بشكل لا يحتمل
وعبثا حاولت تدارك الأمر بالتجاهل فعجزت
كان حزني يرضع التفاصيل قضمة بقضمة ويكبر ليحتل الغرفة وجوفي
ليستقر ويسكن
ليته كان حزنا يعالج بالبكاء والعبوس
ليته مر علي كما مر على الكل حينها بحجمه وفي وقته
لكن أمثالي ممن التهمتهم لعنة التفاصيل لا يليق بهم حزن عابر
ينبغي أن يكبر وينضج كي يليق بحجم الخراب فينا.