زفرة عشق
زفرة عشق
قال الإمام الشبلي رحمة الله عليه : بينما أنا أسيح في بعض الجبال إذ رأيت ريحانة العابدة ،
فسلمت عليها فردت علي السلام.
فقلت أراكِ حيرانة على من تبحثين ؟
فقالت علي ريحانة !
فقلت لها ألست ريحانة ؟!
قالت بلى.
ولكن منذ قربني ودنا وقعت
في العنا وصرت لا أعرف أين أنا ،
فغبت عن وجودي وضاعت نفسي مني
وصرت أسائل الركبان عني
فلم أجد من يخبرني عني ،
فقلت عودي عسى الله يجمع عليك
نفسك.
فقالت يا شبلي لقد سألت
عناصري فلم أجد أحدا ناصري.
وسألت الحواس فإذا هم سكارى من
غير كأس.
وسألت فهمي فدلني على همي.
سألت سري فقال لا أدري.
وسألت فؤادي فما بلغني مرادي ،
وسألت قلبي فاستغرق وقال حسبي
لا أتكلم ولا أبدي.
ثم قالت يا شبلي
لم يبقى حي إلا وسألته أن يوصلني
إليَّ ويدلني عليَّ فعجز الكل عن
لفظي.
فإن كنت يا شبلي تعرف مكاني فقد دعاني ترجماني.
فقلت لها يا ريحانة قرارة مكانك عند
رحيمك ورحمانك.
قال فصرخت صرخة وأتبعتها زفرة
وسقطت على الأرض فحركتها
فإذا هي ميتة.
فأسندتها إلى صخرة وقصدت فلاة
من اﻷرض لعلي أرى من يعينني على
تجهيزها ،
فلم أرى أحدا فعدت إليها
فلم أجدها لكن رأيت نوراً تشعشع
وبروقاً تلمع.
فقلت يا ليت شعري ما فُعل بهذه اﻷمة؟
فنوديت بسري
يا شبلي من كان معنا في حال حياته
غيبناه عن أعين الخلق حين مماته.
قال الشبلي حزنت عليها وبكيت ولما
نمت تلك الليلة رأيتها في المنام
فقلت ريحانة ما فعل الله بك؟
فقالت يا بطَّال زال العنا ونلنا المنى
وتحققت الأماني وبلغنا قصدنا.
وإن كنت تريد مجاورتنا فمت مثلنا والتحق بركبنا.