زواج إمرأة

زواج إمرأة

إمراة تحكي تزوجتُ وأنجبت أربع أولاد ولم أتفق في حياتي كلها مع زوجي صبرت وصبرت!

وانفصلنا وعمري 50 سنة!

حزنت وأصابني الكدر ، وشعرت بالحرقة والوحدة فالأولاد معه لأني لا أستطيع إعالتهم لفقر الحال.

وجدت خلال عدتي أنساً بربي ، إستأنست به وناجيته كثيراً ، طلبت منه الحج!

“الحج الحج يارب..” طلبتها بصدق في السر والعلن.

إستغرب أهلي ، أنت معتدة وحالنا فقير وليس لديك محرم كيف ذلك!

دعوني أنا وربي لا شيء عليه عسير.

إنقضت فترة العدة ، زارتني صديقة تحمل معها صورة رجل من المدينة المنورة ماتت زوجته ويريد الإقتران بأخرى!

رفضت بشدة ، لست بصغيرة وأولادي شباب.

والأهم عمره جاوز التسعين ، قالت لي أما تودين الحج؟!

إجعليه سبباً لذلك ، وافقت.

نزل إلى الشام لأيام قليلة ، يوم زارنا
ويوم آخر أتممنا فيه عقد الزواج.

والثالث كان سفره به فجرا!

أوصلني أهلي لغرفته بالفندق لأقضي معه تلك الليلة الوحيدة!

لم يكن بيننا شيء ، وعند الفجر سيسافر عائداً لبلده.

أطرقت رأسها خجلاً وهي تتحدث.

دخلت على الرجل الغريب
كان متعباً جدا ، ويعاني من ربو وضيق تنفس شديد وعدا ذلك إلى إختلاف الجو.

صلينا العشاء وقال لي : إسمعي يا بنت الناس
أنا متعب وصدري يؤلمني.

سأرحل غداً وأسجل الزواج في بلدي وسأحصل لك على تأشيرة دخول وخلال أسبوع تكونين عندي بإذن المولى.

إقرأ أيضا: قصة الحطاب الصدوق

في بيتنا سنأخذ راحتنا!

قالت بخجل شديد :
صدقوني يا أولادي أنه لم يلمس يدي حتى
ونمنا ، وصباحاً أوصلناه للمطار وهكذا كان.

بعد خمسة أيام وصلتني التأشيرة مع تذكرة الطائرة ، ودّعت أهلي وسافرت لزوجي.

كان إبنه البكر في إنتظاري.

قال لي الجميع في إنتظارك في البيت الكبير ،
وصلت لبيت زوجي.

إستقبلتني وجوه كثيرة وغريبة!
أولاده وبناته وأحفاده إلا هو!
سألت عنه.

قالوا توفي بعد عودته بثلاث أيام!
أصابتني الدهشة!
ولمَ لم تخبروني؟!

أجابوا : سألنا شيوخنا وأفادونا أن الزواج شرعي وكامل ،

والأفضل أن تأتي وتقضي العدة في بيت زوجك وبيتك وتأخذي ميراثك كاملا!

ليس لكم أن تتخيلوا الدهشة ووقع الأمر علي!

المهم ، كانت العدة سجن داخل سجن داخل سجن ، فقد وحبس وغربة!

عاملني أبناء زوجي بكل حب وإنسانية
ولما إنقضت العدة كنا على أبواب ذي الحجة.

سألت إبنه البكر أن يرافقني للحج إن تكرّم.
فأجابني لطلبي!

حججت ذلك العام ، وعدت ليخيروني العيش بينهم أو العودة لبلدي.

إخترت العودة.

كان زوجي لا يملك سوى البيت الكبير
قدّروا الثمن وأعطوني حقي ومؤخر صداقي وطقم ذهب كان قد إشتراه لي قبل وفاته.

وضعتهم في كيس داخل كيس داخل كيس وحملتهم في شنطة يدي.

في المطار كيف ؟!

والله لا أعرف كيف سُرقت تلك الشنطة!

وعدت لبلدي كما خرجت
ولم أحظ من تلك التجربة إلا بالحج!

لكني حين سألت الله سألته بصدق
وكان قد أخبرني في كتابه الكريم :
“وللذين أحسنوا الحسنى وزيادة”..

فأنا أطلب من ضعف
وهو يعطي من فضل.

بعد فترة من وصولي يخبرني إبن زوجي أن الوالد كان موظف وله راتب تقاعدي يؤول بعد وفاته لزوجته.

فبتّ أستلم كل شهر راتب زوج الليلة الواحدة!

وهو مال حفظني من سؤال الناس وأعانني على العيش بكرامة.

وما زلت للآن وبعد ثلاثين سنة أساعد به أولادي وأحبابي!

صدقوني يا أبنائي أني أترحم عليه كل يوم وأذكره كل يوم.

ولا أكاد أذكر أبو أبنائي الذي عشت معه دهرا!

Exit mobile version